المستقبل العراقي/ عادل اللامي

عبرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب, أمس الثلاثاء, نهر الفرات ,المحطة الأخيرة التي تفصلها عن مركز الرمادي, في تقدم عسكري كبير قابله انهيار واضح لعناصر تنظيم «داعش», في إشارة إلى اقتراب حسم المعركة.

وتقول قيادة عمليات الانبار, أن «داعش» يحاول إيقاف الاندفاع العسكري للبقاء بمركز الرمادي, عبر إستراتيجية «المفخخات», لكنه سوف لن ينجح.  

وانطلقت منذ أكثر من خمسة أشهر عمليات تحرير مناطق محافظة الانبار ومن بينها مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وتوقفت مرتين قبل أيام جراء تردي الأوضاع الجوية.

وتمكنت القوات الأمنية وبدعم من الحشد الشعبي بعملية أمنية واسعة من تحرير مقر قيادة عمليات الانبار والقصور الرئاسية والمحكمة الجنائية العليا وسط مدينة الرمادي, بحسب بيان لخلية الإعلام الحربي مساء أمس الأول الاثنين.

واضاف البيان « ان قوات الحشد الشعبي تمكنت من اعادة فتح الطريق الرابط بين بغداد وناظم التقسيم ، واعادة فتح الطريق الواصل بين بغداد و الثرثار المقدر باكثر من 20 كيلو مترا».

وفي السياق ذاته, قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن اسماعيل المحلاوي ، إن «القوات الامنية تمكنت من صد هجوم ارهابي بأربع عجلات مفخخة حاولت استهداف القوات البرية في منطقة الجرايشي (14 كم شمالي الرمادي)، حيث تم تفجير العجلات المفخخة باستخدام الصواريخ والاسلحة الثقيلة للجيش قبل وصولها من الحاجز الأمني ودون وقوع ضحايا بين القوات الامنية».

وأضاف المحلاوي أن «تنظيم داعش اصبح في حالة انهيار وتخبط مما جعله يستخدم العجلات المفخخة والانتحاريين في محاولة فاشلة لاختراق الحواجز الامنية المنتشرة في محيط الرمادي»، مؤكداً أن «الأيام القليلة المقبلة سيتم تطهير الرمادي بعد اكتمال جميع الاجراءات التي تم وضعها لعملية الاقتحام بمشاركة جميع صنوف الاجهزة الامنية وبغطاء طيران التحالف الدولي واسناد مقاتلي العشائر».على صعيد متصل, وصلت ثلاثة أفواج, أمس الثلاثاء, من الشرطة الاتحادية من بغداد لمسك الأرض المحررة غربي الرمادي.وقال رئيس المجلس المحلي لقضاء الخالدية علي داود ، إن «ثلاثة افواج من الشرطة الاتحادية  وصلت الى مناطق الخمسة كيلو والسبعة كيلو ومناطق محيطة بالقاطع الغربي للرمادي بعد تطهيرها قادمة من بغداد لمسك الأرض المحررة بالتعاون مع مقاتلي العشائر».وأضاف داود أن «قوات الشرطة الاتحادية سيكون واجبها الأمني الحفاظ على المناطق المحررة واسناد القطعات القتالية المتجحفلة في محيطي الرمادي الغربي والشمالي»، مشيراً إلى أن «معركة تطهير الرمادي من عصابات تنظيم (داعش) اقتربت وبشكل كبير بعد تحقيق أهداف عسكرية مهمة في المعارك والمواجهات التي كسرت ظهر الارهاب في قواطع ومحاور الرمادي كافة».

وفي تطور امني نوعي, قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية ابراهيم الفهداوي، إن «الطيران العسكري ، واستناداً الى معلومات استخبارية، نفذ ضربة جوية استهدفت تجمعاً لتنظيم (داعش) وسط قضاء هيت، مما اسفر عن مقتل وزير اعلام التنظيم في الأنبار الارهابي سلام اسماعيل نجم».

وأضاف الفهداوي، أن «التحقيقات والمعلومات الأمنية تشير الى أن المدعو سلام اسماعيل، يعد من ابرز قادة التنظيم فضلاً عن كونه شقيق وزير الحرب في (داعش) المدعو عدنان اسماعيل المطلوب أمنياً»، لافتا الى أن «اغلب قادة وأمراء تنظيم (داعش) في الأنبار تم قتلهم خلال معارك التطهير المستمرة منذ عام ونصف العام مما أدى الى انهيار في خلايا التنظيم وهروب المئات من عناصرهم الى سوريا».وبهذا الصدد، كشف مصدر امني عن مقتل أربعة قياديين مقربين من زعيم تنظيم «داعش»  الإرهابي أبو بكر البغدادي بقصف جوي غربي الانبار.

وقال المصدر، إن «طائرات مقاتلة استهدفت، مساء الاثنين، مواقع لتنظيم داعش في إطراف قضاء حديثة غربي الانبار، ما أسفر عن مقتل أربعة مقربين من زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر، ابرز المدعو أبو طلحة الشامي، وعبد الله الانباري واثنين آخرين يحملان الجنسية العربية»، موضحا أن «التنظيم تكتم على الضربات الجوية».في الغضون, أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، عن مقتل 1000 عنصر من «داعش» بضربات التحالف الجوية، موضحا أن 50بالمئة من الغارات تتركز في الرمادي، موضحا أن تحرير الانبار له أولوية لدى التحالف ثم الرقة السورية.وقال وارن، «ننظر الى تحرير الانبار أولا ثم الرقة»، لافتا الى «تزويد العراق بـ10 آلاف بندقية ومثلها من الخوذ، فضلا عن ستر واقية، وأكثر من مليون قطعة ذخيرة، و300 شاحنة مضادة للعبوات».وينفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، منذ أشهر غارات جوية تستهدف مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا، دون الإفصاح عن حجم خسائر التنظيم البشرية جراء هذه الضربات.