بغداد / المستقبل العراقي
أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن «السعودية لا تملك الشجاعة لإرسال قوات برية إلى سوريا»، مهدداً بهزيمتها إذا فعلت.وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء «فارس» عن أول رد فعل رسمي إيراني على بيان صدر عن السعودية الأسبوع الماضي، عبرت فيه عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا إذا قرر التحالف بقيادة الولايات المتحدة بدء عمليات على الأرض، أكد جعفري أن «السعودية لا تملك الشجاعة الكافية لفعل ذلك، وحتى إذا أرسلوا قوات فإنها ستهزم حتماً، فذلك سيكون انتحاراً».وأرسلت إيران قوات إلى سوريا لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات. فيما تدعم واشنطن وحلفاؤها مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد ويطالبون برحيله عن السلطة. إلى ذلك، يرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عدداً محدوداً من القوات البرية إلى سوريا لدعم مقاتلي المعارضة الذين يواجهون هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا. وتركت الرياض الباب مفتوحاً أمام إمكانية نشر جنود، قائلة: «سنساهم إيجابياً في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش)». ويشكل مصير الفصائل المسلحة المدعومة سعودياً في سوريا، التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مصدر قلق كبير للسعودية.وتعتبر محافظة حلب أحد المعاقل الرئيسية للمعارضة المسلحة في سوريا، التي تواجه ربما أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات تقريباً، تزامناً مع تعثر مفاوضات السلام.وأشارت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية والمدعومة من السعودية، إلى أنها «لن تعود إلى مفاوضات السلام التي علقت مؤخراً في جنيف، في حال لم تتم الإستجابة للمطالب الإنسانية». في هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج، إلى أن «السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جداً»، مضيفاً «إنهم لا يرون أن هناك ضغوطاً حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة، ويعتقدون أن الأمور ستحسم ميدانياً في نهاية المطاف».ويوضح أن «تركيا متحمسة لهذا الخيار منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته إخراج تركيا من المعادلة»، مؤكداً أن «السعوديين جادون في نشر قوات كجزء من التحالف الدولي، خصوصاً في حال مشاركة قوات تركية». في المقابل، يعتبر محللون آخرون أن «التدخل السعودي سيكون محدوداً، نظراً إلى كون السعودية تقود تحالفاً عربياً مستقلاً يُقاتل في اليمن منذ عام تقريباً، وتحرس الحدود الجنوبية للسعودية من هجمات المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران».وتدعو الولايات المتحدة منذ أسابيع العديد من شركائها في التحالف الدولي إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد إرهابيي تنظيم «داعش».وفي تشرين الثاني، أبدت الإمارات استعدادها أيضاً لإرسال قوات برية لمحاربة الإرهابيين في سوريا. لكن في ما يتعلق بالسعودية، اعربت الباحثة في «تشاثام هاوس» في لندن جين كينينمونت، عن اعتقادها أن «الرياض أكثر اهتماماً بحرب اليمن من مكافحة تنظيم (داعش)»، مضيفة أن «ما قد ترونه هو أعداد صغيرة من القوات البرية، وربما أيضاً من قوات خاصة من شأنها أن تكون هناك جزئياً كإشارة رمزية بأن السعودية تدعم قتال داعش». |