المستقبل العراقي / فرح حمادي
ظهر أمس الأربعاء، بدأ وفد تحضيري بروتوكولي أمني واعلامي كردي اتصالات مع الجهات الرسمية والامنية لتهيئة زيارة بارزاني، الذي سيحل بالعاصمة بغداد اليوم الخميس بعد غياب دام خمسة اعوام بسبب خلافات مع الحكومة الاتحادية، وتعنت بارزاني بتصدير النفط منفرداً، والعمل على الانفصال عن العراق. ويضم الوفد صحافيين يمثلون وسائل اعلام كردية وعناصر حماية رئيس الاقليم ومسؤولين في ديوان الرئاسة لترتيب اجتماعاته ولقاءاته بروتوكولياً. وتأتي زيارة بارزاني الى بغداد بحسب اتفاق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي بهدف مناقشة مسألة العلاقات بين الاقليم وبغداد والازمات التي تواجهها، اضافة الى بحث الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل، ومستقبل المدينة بعد تخليصها من قبضة تنظيم داعش، الذي يحتلها منذ يونيو عام 2014، وكيفية تنظيم مشاركة قوات البيشمركة الكردية في المعركة المرتقبة. كما سيناقش ايضاً أهم الملفات العالقة بين اربيل وبغداد، التي يتصدرها الملف النفطي ورواتب موظفي الإقليم المتوقفة منذ اشهر. وتأتي مباحثات بارزاني في بغداد، بعد ساعات من تأكيد العبادي خلال مؤتمر صحافي على عدم وجود أي نية لانفصال إقليم كردستان عن العراق، منوهاً بأن المجتمع الدولي يريد أن يرى عراقاً موحداً، ويجب اتباع سياسة واضحة مع كردستان لتحقيق هذا الامر، وتساءل العبادي «لماذا يريدون اجراء استفتاء حول ذلك؟». وحول المشاكل العالقة بين بغداد واربيل، اشار العبادي الى انه سيبحث مع بارزاني الملفات العالقة بين بغداد واربيل، داعيًا الى توفر الشفافية في تصدير النفط من الاقليم، لضمان عدالة توزيع العائدات، مشددًا على ان المجتمع الدولي يريد ان يرى عراقًا موحدًا ويجب اتباع سياسة واضحة مع كردستان لتحقيق هذا الامر، واشار إلى وجود جهود تبذل لتحقيق الشفافية مع كردستان تمهيداً للتفاوض بشأن تصدير النفط. ويرافق بارزاني في مباحثاته في بغداد وفد رفيع يضم ملا بختيار القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، وروز نوري شاويس القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، وصلاح الدين محمد بهاء الدين الامين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني، علاوة على عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني شيخ جعفر مصطفى، ورئيس ديوان اقليم كردستان فؤاد حسين، وسكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني. وتندرج هذه الزيارة في إطار المساعي التي تبذلها الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لحل جميع الخلافات والمشاكل والتحديات العالقة بين الجانبين، وحلها من أجل تضمينها في قانون الموازنة، التي يستعد مجلس الوزراء لإقرارها وإرسالها للبرلمان للتصويت عليها. وتشهد العلاقات بين بغداد وأربيل توترات بين حين وآخر بسبب الخلافات حول الملفات السياسية والعسكرية والإقتصادية. وتصدر حكومة أربيل النفط من الحقول الشمالية منذ أشهر بصورة مستقلة عن حكومة بغداد، بعد انهيار الاتفاق بين الطرفين الذي بني على أساس تسليم النفط إلى بغداد وتسلم حصتها من الأموال من الموازنة الاتحادية. وكانت آخر زيارة لرئيس اقليم كردستان الى بغداد في عام 2013 حين تباحث خلالها مع قادة الكتل السياسية حول الاوضاع السياسية في البلاد واستكمال المباحثات مع الحكومة المركزية بشأن المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم. |