رئيس الوزراء: العراق يمتلك علاقات متميزة مع إيران وأمريكا AlmustakbalPaper.net الرافدين يعلن منح وجبة جديدة من قروض مبادرة «ريادة» AlmustakbalPaper.net المندلاوي يؤكد على أهمية الإسراع في استكمال خطوات تفعيل طريق التنمية AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: العراق يشهد تراجعاً كبيراً بمعدل الجرائم و3 مسارات لعملية حصر السلاح AlmustakbalPaper.net وزير الدفاع: وقعنا عقوداً مع أمريكا في مجال الدفاعات الجوية AlmustakbalPaper.net
وفـاء بـغـدادي .. و تـراتـيـل فـي مـحـراب الـوحــدة
وفـاء بـغـدادي .. و تـراتـيـل فـي مـحـراب الـوحــدة
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
قراءة : أشرف محمد قاسم

في ديوانها (شرايح من روح بنت)الصادر عن اتحاد الكتاب ترسم لنا “وفاء بغدادي”بالأبيض والأسود فقط وجوهاً و ملامحَ حياةٍ قلقةٍ تحياها و نحياها معها- كلاً في مكانه- تقترب كثيراً وتسلط ضوءَ الكاميرا على مشاعرنا و أحاسيسنا المتناقضة ... لا تضرب فرشاةً في اليمين و أخرى في اليسار و تقول : هذه لوحة سريالية ! و إنما تعبر عن منظومة القيم المتداخلة بإتقانٍ و عشق لا يكونان إلاَّ من فنان حقيقي .
كما أن تكثيفها للمشهد في سطور قليلة يُصَعِّب عليها المهمة ، ولكنها بمهارة الصياد السكندري
تستطيع المواجهة وتنجح في رسم المشهد في لوحات صغيرة تشبه كراسات رسم الأطفال :
مع إن حياتها مفيهاش أعياد
إنما كات دايماً “ بابا نويل “ ص 13
- لا تتحايل وفاء بغدادي على اللغة ، ولا تزدحم شرائحها بالألفاظ الغريبة ، إنها تعتز بهوية الأنثى الضعيفةِ التي تستمدُّ قوتها من ضعفها الأُنثويِّ لتواجهَ القلقَ الروحيَّ و الارتباكَ النفسيَّ و التمزُّقَ القِيَمِيَّ والقسوةَ الإنسانية في محاولةٍ للتواصلِ مع الآخر :
العامل المشترك الأكبر
بين تورتاية فرحُه .. و قلبي
إن الإيد الِّلي بتقطعهم
واحــــدة ! ص 18
تمتلك وفاء بغدادي طزاجة الصورة و جمالية التعبير بروعة آسرة دون تكلف :
لو بصيت للقلب المتفرفت جنبي كويس
يمكن بس ساعتها تعرف ليه
مش ممكن تكسرني !/ ص 25
الفقدان و الأحلام المجهضة هما أهم ملامح الديوان وهما المحوران اللذان لعبت عليهما “روح البنت” في تشكيل لوحاتها التي تنضح بالقسوة / قسوة الألم و قسوة الحزن / و تأطير اللوحات بإطار من الغضب الصامت ! :
الحب قطر بأربع عربيات
و انا دايماً دايماً
باركب في العربية الخامسة / ص19
لو كان ربنا حبني بصحيح
كان نزللي السما
أو خلَّى سحابة الحلم تمد إديها
تمسك إيدي
وتقعدني تحت العرش
أفضل أعيط فيمد إديه
يمسح ليا دموعي
و يقوللي : إتمني
أتمناك
لو حَ انزل عَ الأرض / ص31
لا تحاول وفاء بغدادي في هذا الديوان أن تكتشف العالم كما كانت في أعمالها السابقة( زيّ الحقيقة ، الحتة اللي بتحلم فيَّا ، بير مسعود ، مش ملك لحد) ، ربما لأن العالم قد انكشف لها خلال هذه الأعمال وبانت سوءاتُه التي ترسمها في هذه الشرائح عبْر ذاكرتها المكتظة بالحكايات المؤلمة التي تستدعيها “البنت”
في ما يشبه الومضات التي تشكل في مجموعها حواراً مفتوحاً بين الماضي و الذاكرة :
قبل ما افتح عيني للنور
و يزورني أول عيد ميلاد
طفوا الشمع
مَسَألتش ليه ؟
بس أما اتعودت الضلمة
جبت لهم ميت عذر ! / ص48
كما استطاعت وفاء بغدادي أن توظف الأسطورة و الموروث الشعبي عبْر نصوصها القصيرة جداً في الأغلب ببراعة كما في شرائح ( الوقواق ، سانتا كلوز، إبريل) و غيرها متخذةً من روح الأسطورة أو الموروث الشعبي تَكِأةً تتكئُ عليها في تصوير ما هو ذاتي ملتقطةً من الحياةِ أساها دون بهرجةٍ ودون ادعاء علَّها تفتح للمتلقي كوَّة نور في جدار الليل ليعبر من خلالها إلى روح البنت المعذبة ! :
لسه(فروستي) قاعد
مستني شعاع الشمس
يبدل جنسيته
و يغير كميا الحزن
يتفاعل مع دقاته الباردة
و يقطر حلم
غير قابل للتجميد
يتوضا التايب منه
يغسل وش الصبح
و يحطه ف كوباية لوردة
قدام واحد نفسه يعيش
لسه بيحلم يبقى عروسة حلاوة
سكرها يدوب في قلوب الناس
و اما العيد يخلص بيروح
يسند بكره
تحت شجرة روحه الفاضية
يستناها تولد روح
يدبحها ف عيد الأضحى
و يوزعها على كل الناس / ص 49
و”فروستي” تقليد عبارة عن تمثال من الثلج يوضع في احتفالات الكريسماس .
_ ثمة ملمح آخر يشكل علاقة “البنت” بالآخر ، تلك العلاقة القلقة المتوترة التي هي أشبه بـ ( وحدة اليُتْمِ) إذ أن إحساس الفقد الذي تعيشه البنت هو الذي يرسم لـ” شرايحها “ خارطةَ طريق لا تؤدي في النهاية إلاَّ إلى الذات المُسْتَلَبة التي تنغمس في تراتيلها الباكية راضيةً مرضية أنا وحدي بس اللي اعرف إنك
أول واحد مدِّيت للقلب إديك
و انا وحدي برضه اللي اعرف
إنك بيهم قطَّعته !/ ص 32
و لعل هذا الملمح هو الذي يقودنا إلى ملمح آخر أهم عبْرَ هذا الديوان وهو عنصر المفارقة الذي يأتي كنتيجةٍ طبيعية لإحساس البنت بالوحدة ، فتُحول كلَّ أساها إلى مفارقات تولد ضحكاً كالبُكا على حد تعبير أبي الطيب المتنبي ، حتى وهي تعالج السياسةَ بلمساتٍ خفيفةٍ وتغازل الهم العام:
* بَكْرَه حبلين
الحبل اللي اتلفّ
حوالين رقبة صدَّام
و الحبل السُّرِّي
اللي فتحلي الدنيا
خلاَّني أشوف
المنظر ده ! / ص 50
* آخر مرة سلمت بإيدك فيها عليه
فكرني سلامك
بسلام المانشيتات
المكتوب بالدم البارد
مفهوش روح / ص 59
_ هذه قراءة سريعة لديوان يحمل الكثير و الكثير من الدلالات الفنية و الرؤى الشعرية آمُلُ أنْ تكون مدخلاً صغيراً إلى قراءاتٍ أعــمَّ و أشمل حول هذا الديــوان الرائع ، كـما لا يسعني إلاَّ أن أُقدِّمَ التحيةَ للشاعرة المبدعة “ وفاء بغدادي.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=24421
عدد المشـاهدات 686   تاريخ الإضافـة 26/11/2016 - 19:30   آخـر تحديـث 19/04/2024 - 14:16   رقم المحتـوى 24421
محتـويات مشـابهة
الاطـاحــة بمبتـز الكتـرونـي فـي بـغـداد
النزاهـة تضبط 8 متهمين فـي ثلاث دوائر في ذي قـار
دول الخليـج تستكشـف فـرص الاستثمـار فـي الـعـراق
الـداخليـة: محطـات فـي 25 سفـارة لإصـدار البطـاقـة الـوطنيـة
مجلس الأمن يتبنى قراراً بوقف إطلاق النار فـي قطـاع غـزة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا