المستقبل العراقي/ أحمد عبدالكريم حميد
قاد المُدربون العراقيون الأندية الخليجية والعربية في تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين وحقق مُدربونا نتائج جيّدة في دوريات وبُطولات: الإمارات، قَطر، البحرين، الجزائر، السودان، الأردن، سوريا، لبنان واليمن. ولم يكتف المُدرب العراقي بمُنافسة المُدرب العربي والأجنبي في المُسابقات المحلي، بل حققوا نتائج وإنجازات وألقاب في البُطولات العربية والآسيوية. الا ان في السنوات الأخيرة بدأت هذه الدوريات تستغني عن خدمات المُدرب العراقي بعد الاخفاقات المتكررة وبقي بعضهم يعمل مع الفئات العمرية في البلدان العربية وتحديداً في منظقة الخليج العربي بعد ان كان مُدربونا يقودون أندية الدرجتين الأوّلى والثانية ومُنتخبات الفئات العمرية. ابتعاد المُدرب العراقي عن قيادة الأندية العربية دفعنا للتوجه باسئلتنا للمُختصين الذين اجابونا عبر هذه الاستطلاع للرأي. تحدث المُدرب والمُحلل الفني سعد حافظ، قائلاً: “يفتقد المُدرب العراقي لكثير مِن المقومات الأساسية المهنية، لذلك معظم مُدربينا يعملون في دوريات للفئات العمرية، لانهم لا يتحملون المسؤولية. تعلمنا في دورة المحترفين (البروفيشنال) تفاصيل جيّدة لم نكن نفهمها مِن خلال الاتجاهات التكتيكية الحديثة. ولا اعتقد، ان تطور بعض الدوريات العربية له الصلة بغياب المُدربين انما الفوارق في الفهم التكتيكي لمُدربينا بصورة عامة”. واضاف اللاعِب الأسبق لنادي “الشرطة” يونس عبد علي: “متى ما كان لدينا دوري منتظم وينقل لدول الجوار نقلاً جيّداً فسيكون هنالك تركيزاً عَلى عمل المُدرب العراقي. بصراحة، مُدربنا لا يطور نفسه، بل يعتمد عَلى الدورات التدريبية التي يُحاضر فيها محاضرون أقلّ شأناً مِن المحاضرين العراقيين ومُدربونا لا يعتمدون عَلى نِظام المعايشات العالمية مع كبار العالم. تطور بعض الدوريات العربية وانتظامها وجلب مُحترفين عَلى أعلى مُستوى جعلهم يغلقون الباب بوجه المُدرب العراقي والدليل وجود كم مُدرب في دوريات الخليج ولم ينجح؟! لهذا يحتاج المُدرب العراقي لمواكبة التطور في علم التدريب والمعايشات وان يبتعد عن الأساليب البدائية واعتماده عَلى الدور الأوحد في قيادة الفريق”. واستطرد المُحلل الفني رافد سالم، قائلاً :”يفتقد المُدرب العراقي للأساليب الحديثة التي تجعل منه مُنافساً قويّاً للمُدرب الأجنبي وتطور أندية الخليج ومُستوى اللاعِب الخليجي جعلهم يتوجهون لأسماء معروفة بالتدريب العالمي. وهذه حقائق لا يمكن التغاضي عنها، بالإضافة إلى جملة مِن عوامل أخرى تتعلق بكيفية منح الفرص محلياً وكذلك التسويق والسماسرة بين الدوريات العربية ذاتها. العملية التدريبية محلياً لن ترتق لمُستوى الطموح. وكًلّ هذه الأمور بحاجة إلى تقييم حقيقي مع برامج فنية ذات فائدة”
|