بغداد / المستقبل العراقي

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو إنه سيطرح «سياسات مسؤولة» خلال محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وذلك في إشارة إلى اليمين المتطرف للحد من مطالبه حيال أراض في الضفة الغربية المحتلة، لكن حزبا شريكا في الائتلاف الحكومي حذّره صراحة من ذكر عبارة «حل الدولتين» في محادثاته مع ترامب.

وغادر نتنياهو إلى واشنطن الاثنين وسيجتمع الأربعاء بترامب في البيت الأبيض للمرة الأولى منذ تنصيب الرئيس الجمهوري في 20 كانون الثاني وسوف يشمل جدول أعمال محادثاتهما الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والسياسية حيال إيران.

وألمح الرئيس الأميركي خلال حملته الانتخابية إلى أن رئاسته ستكون بمثابة نعمة للإسرائيليين ونقمة على الفلسطينيين بعد علاقة شائكة بين سلفه باراك أوباما ونتنياهو شابتها مواجهات كلامية بشأن بناء المستوطنات في الضفة الغربية والبرنامج النووي الإيراني.

وتحدث ترامب خلال حملته الانتخابية عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس وعيّن سفيرا لدى إسرائيل يدعم سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها ولم يمارس أي ضغوط على إسرائيل من أجل إعادة إطلاق محادثات السلام التي انهارت عام 2014.

غير أنه خفف منذ ذلك الحين من حدة آرائه المؤيدة لإسرائيل في خطوة قد تساعد نتنياهو على كبح شركائه في الحكومة من الائتلاف القومي المتطرف الذين يدعونه إلى اتخاذ مسار سياسي أكثر تشددا.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لوزرائه من حزب الليكود حيال توسيع المستوطنات بمناسبة تنصيب ترامب «سيكون من الخطأ الاعتقاد بعدم وجود قيود في الوقت الراهن.»

وعشية توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن، حذره وزير التربية نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف علنا من ذكر عبارة «حل الدولتين» خلال محادثاته مع ترامب.

ويدعو حزب «البيت اليهودي» إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.

ولم يعلن نتنياهو صراحة تأييده لهذه المواقف التي كانت ستضع إسرائيل على طرف نقيض مع السياسات الأميركية والأوروبية الثابتة منذ عهد طويل حيال هذا الموضوع، خلال حديثه عن توسيع المستوطنات الإسرائيلية الرئيسية التي تنوي إسرائيل الاحتفاظ بها في أي محادثات سلام مستقبلية.

وفي تصريحات علنية لحكومته بدا أن نتنياهو يحث اليمين المتطرف على تخفيف توقعاته.

وقال «أتفهم الحماس الكبير حيال هذا الاجتماع (مع ترامب)، لكن اهتمامي الرئيسي ينصب على أمن إسرائيل وتعزيز تحالفنا المتين مع الولايات المتحدة».

وأضاف «هذا يتطلب سياسات مسؤولة يجب أن نوليها اهتماما. وهكذا سأتصرف» من دون توضيح تصريحاته.

وبدا أن تصريحات نتنياهو تسير بموازاة مضمون تصريحات أطلقها ترامب في مقابلة نشرتها يوم الجمعة صحيفة «هايوم» المؤيدة لنتنياهو والتي قال فيها إنه «يتعين على إسرائيل أن تكون منطقية حيال عملية السلام»، مشيرا إلى أن المستوطنات «لا تساعد هذه العملية».

وفي الأسابيع الأخيرة وافق نتنياهو على بناء حوالي ستة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية مثيرا إدانة فلسطينية ودولية لم تنضم إليها إدارة ترامب.

غير أن تصريحات الرئيس الأميركي للصحيفة الإسرائيلية تشير على الأرجح إلى اتخاذ نهج أكثر صرامة حيال السياسة الاستيطانية الإسرائيلية.