المستقبل العراقي / نهاد فالح
نجحت القوات الأمنية في تحقيق تقدّم جديد في الساحل الغربي للموصل عبر سيطرتها على حيي الرسالة وشقق اليرموك بشكل كامل، بعد معارك عنيفة ما جعل تنظيم «داعش» في موقف ضعيف جدّاً لاسيما بعد خسارته أكبر مخازن الأسلحة التابعة له بعد قصف أميركي استهدف معملاً صناعياً يستخدمه التنظيم كمستودع للسلاح المتوسط والثقيل التابع له. بالمقابل، كشفت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع في بغداد أن سلسلة اجتماعات جرت خلال يومي الأحد والاثنين ناقشت البدء بإعداد خطة لانتزاع مدينتي الحويجة في كركوك والقائم في الأنبار من قبضة تنظيم «داعش» بعد الانتهاء من معركة الموصل، التي قدّرت المصادر ذاتها ألا تتجاوز ثلاثة أسابيع من الآن بهدف الاستفادة مما وصفته الزخم المعنوي العالي للجنود العراقيين بعد الانتصارات المحققة في الموصل. وأبلغ مسؤول عسكري عراقي أن اجتماعات عُقدت الأحد والاثنين بين رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي ومساعدين له مع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل وقائد قوات التحالف في العراق وسورية الجنرال ستيفن تاونسند، جرى خلالها الاتفاق على بدء التحضير لعملية انتزاع قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك شمال العراق ومدينة القائم أقصى غرب الأنبار من قبضة تنظيم «داعش» بعد الانتهاء من معركة الموصل بشكل مباشر. ولم تشهد معركة الموصل هدوءاً على مختلف المحاور، فالقتال مستمر وبضراوة، وقال العقيد الركن في قيادة عمليات الجيش العراقي حميد السلماني، أن «قتال التنظيم شرس لكنه يقاتل الآن ليس للحفاظ على ما تبقى لديه من أحياء، بل لاستنزافنا وقتل أكبر عدد من قواتنا، لذا نحن على حذر تام خصوصاً في خطوط التماس معه». من جهته، قال الرائد حسين هاشم من قوات الرد السريع، إن «المعلومات المتوفرة لدينا حول تنظيم داعش في منطقة الموصل القديمة تفيد بوجود حوالي ألف عنصر في التنظيم داخل أزقة المنطقة القديمة، وهم يتنقلون بين أسطح المنازل والأزقة الضيقة عبر ممرات سرية انشؤوها بين جدران المنازل، بالإضافة إلى قيام قناصة التنظيم بالاختباء في أماكن يصعب إيجادها في المنازل والبنايات العالية». في غضون ذلك، أعلنت مصادر عسكرية عراقية استمرار نزوح آلاف العائلات من مناطق غرب الموصل باتجاه مناطق سيطرة القوات العراقية في جنوب غرب الموصل هرباً من القصف المتبادل والمعارك المستمرة في ثلاث مناطق سكنية. |