سعد جاسم
موقفان يمكننا القول عنهما : انهما اكثر من رائعين لا بَلْ هما مدهشان ، انهما الموقفان اللذان قام بهما المغني والشاعر والموسيقي الامريكي (بوب ديلان) الذي منحته الاكاديمية السويدية جائزة نوبل لعام 2016 . والموقف الاول هو : ماابداه ديلان من عدم اكتراث واهتمام ودهشة ازاء حصوله على جائزة نوبل التي -كما هو معروف لنا – انها تتمتع بميزتين يعتبرهما الكثيرون كبيرتين جداً ، وأولهما : شهرة الجائزة التي تكاد ان تكون أكبر جائزة في العالم ، وكذلك فهي لاتمنح إلا لكبار العلماء والادباء في المعمورة . وثانيهما هي قيمتها المادية الكبيرة التي كانت وستبقى حلم الكثيرين . ولايخفى علينا ان عدم اكتراث ديلان بحصوله على الجائزة كان بمثابة صدمة موجعة للاكاديمية السويدية وللكثير من الحالمين بالحصول عليها وكذلك الآلاف من المتلقين والمتابعين والمشتغلين في حقول العلم والادب . ومما يؤكد عدم اكتراث ديلان هو تصريحه الاخير : بأنه قد لايحضر حفل استلام الجائزة مبرراً ذلك بكثرة مشاغله والتزاماته . واعتقد ان ديلان بتصريحه هذا قد وجّه صفعة كبيرة للجنة جائزة نوبل التي اعتقد انها قد اصبحت الان في مأزق تاريخي لاتحسد عليه ابداً . اما الموقف الثاني الذي قام به ديلان مؤخراً فهو رفضه لدعوة ولقاء الرئيس الامريكي ( باراك اوباما) الذي وجّه له دعوة -هو والعلماء الامريكيون الفائزون بنوبل 2016 ايضاً . وقد اشارت الكثير من وسائل الاعلام الى مدى شعور ( اوباما ) بالأسف والألم -ربّما- بسبب موقف ديلان هذا . اعتقد انني اذا مااردت ان استقرئ بايجاز الاسباب التي دعت ديلان لإتخاذ هذين الموقفين ؛ فيمكنني القول :ان هذا المغني والشاعر والموسيقي الاستثنائي يمتلك ذاتاً حقيقية متعالية على ما كل ما هو شكلاني ودعائي ؛ كما انه كائن يحيا بروح زاهدة بكل ماهو مادي ، وهو لايريد ان يُكرَّس اسمه ومنجزه وتاريخه الحافل والطويل لا لنوبل وجائزته ولا لاوباما وسياسته التي من المؤكد ان ( بوب ديلان) هو الاعرف بهما ؛ ولهذا فقد اتخذ موقفيه هذين ازاءهما بكل وعي وعناد وكبرياء الفنان الحقيقي . |