السوداني: حزمة مشاريع فك الاختناقات المرورية ستسهم في التقليل من هدر وقت المواطنين AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يناقش تطوير العمل في مواقع تسجيل المركبات AlmustakbalPaper.net مجلس النواب يصوت على توصيات لجنته بشأن فيضانات دهوك وتعديل قانون العقوبات AlmustakbalPaper.net طلب برلماني الى السوداني بمنح عيدية 100 ألف دينار للمتقاعدين AlmustakbalPaper.net صندوق استرداد أموال العراق يعيد قرابة (7) مليارات دينار لوزارة المالية AlmustakbalPaper.net
إقليم كردستان يمنع سكان «قرقوش» من العودة إلى مدنهم
إقليم كردستان يمنع سكان «قرقوش» من العودة إلى مدنهم
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
       المستقبل العراقي / نهاد فالح

لم تعد الحياة حتى الآن الى ما كانت عليه في بلدة قرقوش المسيحية في شمال العراق، رغم استعادتها من سيطرة تنظيم «داعش» في تشرين الاول الماضي، ولا زالت احياؤها المدمرة تنتظر عودة اهلها.
وتقع قرقوش على طريق رئيسي يؤدي الى مدينة اربيل، مركز اقليم كردستان الشمالي الذي اصبح اليوم ممرا لسيارات تمر بسرعة قرب البلدة من دون أن تتوقف.
وفي حديقة أحد المنازل، تتناثر أوراق شجر تعصف بها رياح تتلاعب كذلك باغراض مرمية على طرق صامتة وخالية.
وقام مراسلون لوكالة فرانس برس بزيارات عدة الى قرقوش خلال الشهر الحالي والتقوا عددا محدودا من سكانها تحدثوا عن بلدتهم في شوارعها المهجورة.
وسيطر تنظيم «داعش» على قرقوش بعد هجوم شرس في حزيران 2014 تمكن خلاله أيضا من الاستيلاء على مدينة الموصل، ثاني مدن العراق، ومناطق سهل نينوى التي تتواجد فيها الاقليات المسيحية في البلاد. وتعرضت مناطق كثيرة للتخريب على أيديهم. وحاول الإرهابيون إزالة الرموز الدينية في قرقوش، فحطموا الابراج وأزالوا أجراس الكنائس والصلبان، بينها تلك التي كانت في كنيسة مار بهنام وسارة.
كما دمروا واحرقوا منزلا بعد الآخر، وامتلأت جدران كنيسة مريم الطاهرة برسوم لاعلام التنظيم وعبارات بينها «بدون دولة الاسلام، لن يكون هناك امن او سلام في العراق ولا سوريا».
واستخدم الإرهابيون الكنسية التي تناثرت فيها مئات أغلفة الطلقات النارية الى جانب صفحات كتب ترانيم دينية، كموقع للتدرب على اطلاق الرصاص.
وبات المشهد اليوم محبطا بالنسبة الى آرام سكوت (24 عاما) الذي تحدث قائلا «حياتي كلها كانت هنا، كانت حياة جميلة».
واضاف وهو يتنقل داخل قاعة كنيسة مريم الطاهرة التي تعرضت للحرق، «مشاعري اكثر من حزينة، يمكن القول انني مدمر» .
وتابع «بصراحة، اريد ان ابكي، عندما أتذكر الحياة التي كنت عليها وكيف هي الان، انه امر حزين جدا».
وتعتبر قرقوش التي تعرف كذلك باسم الحمدانية وبخديدة، احدى اهم البلدات المسيحية في العراق.
لكن اغلب المتواجدين في شوارعها اليوم عناصر حماية سهل نينوى الذين يمثلون مجموعة مسلحة مسيحية صغيرة تتولى حماية البلدة. والمهام التي تنفذها هذه المجموعة محدودة: تفتيش السيارات عند الدخول والخروج من البلدة، لان خطر تنظيم «داعش» يتراجع مع تواصل هجوم القوات الامنية ضد معاقل الإرهابيين في الموصل القريبة. لكن حتى مع عودة الامن الى قرقوش، يقول السكان ان العودة ما زالت مستحيلة مع انعدام الخدمات الاساسية، وعدم قدرتهم على اعادة اعمار منازلهم حاليا.
وقالت إماما بهنان التي تعيش مع عائلتها اليوم قرب اربيل بصوت عال «الى اين يمكن ان نعود؟ يجب ان يكون هناك ماء وصرف صحي وكهرباء وامان».
وتابعت بهنان التي توقعت عند رحيلها عن بيتها عام 2014، ان يكون الامر قصيرا ، «انتظرنا ان يحرروها حتى نتمكن من العودة، الان هذا هو التحرير!».
واضافت «نظفت المنزل (...) أغلقته وغادرت، كنا نعتقد ان ذلك سيكون ليوم او يومين ونعود، مرت علينا الان ثلاث سنوات».
واختار العديد من اهالي قرقوش الهجرة الى اوروبا او الولايات المتحدة او استراليا، فيما رفضت بهنان اللحاق بابنتها في هولندا.
وتتلقى بهنان وآخرون مثلها يتواجدون في اربيل مساعدات من الكنيسة، لكنهم يتشوقون للعودة الى منازلهم. وقالت وهي تبتسم «لا مكان مثل قرقوش!».
وتمثل قرقوش تحديا للسلطات العراقية، كما هو الحال بالنسبة الى اغلب المدن والمناطق التي حررت من سيطرة الإرهابيين، لعدم توفر الاموال اللازمة لاعادة الخدمات والبنى التحتية للبلدة.
لكن سكان قرقوش يقولون انهم محاصرون وسط صراع سياسي بين اقليم كردستان والحكومة المركزية.
ويتهمون حكومة إقليم كردستان بمنعهم من العودة الى منازلهم لكونها تسعى لتوسيع سيطرتها على البلدة.
وقال جميل صلاح الدين الجميل، وهو مواطن من قرقوش وعضو في جهاز حماية سهل نينوى «انهم لا يريدون عودة المسيحيين الى هنا، يريدون السيطرة على هذه المناطق».
واضاف «يريدون اخذ هذه المناطق لانها تابعة للمسيحيين ولكونها مناطق استراتيجية بين اربيل والموصل».
وكرر آخرون الاتهامات ذاتها تجاه القوات الكردية التي منعت حتى دفن الموتى في المقبرة المحلية للبلدة.
لكن نائب وزير داخلية حكومة الاقليم جلال كريم نفى هذه الاتهامات، قائلا «نأمل عودة النازحين الى ديارهم باسرع وقت ممكن، ولا نضع اي عقبات في طريق عوتهم».
واشار الى ان بعض النازحين لا يستطيعون العودة لوجود «قنابل وعبوات في المناطق»، مكررا «اننا نساعد النازحين ونشجعهم على العودة».
لكن الشعور السائد بين سكان قرقوش بان احدا لا يستطيع العودة.
ويقول جميل أنه قرر بدوره، بعد سنوات من دعم الوجود المسيحي في العراق، الهجرة الى فرنسا.
وقال «كان لدي أمل واحلام، لكن هذا يكفي...». وتابع «العرب لا يحترمونني والاكراد لا يحترمونني والحكومة لا تحترمني». وتساءل «لم يجب ان يكون حب الوطن من جانب واحد فقط؟».
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=27926
عدد المشـاهدات 668   تاريخ الإضافـة 29/03/2017 - 20:14   آخـر تحديـث 25/03/2024 - 01:28   رقم المحتـوى 27926
محتـويات مشـابهة
الساري ووزيرة المالية يشددان على إرسال جداول الموازنة إلى مجلس النواب بأسرع وقت
رفع قيمة جوائز مهرجان «طوفان القوافي» للشعر العربي إلى 4 ملايين دينار عراقي
السوداني للاتحاد الوطني: المباشرة بتمويل الإقليم وفق قرار المحكمة الاتحادية
محاولات برلمانية لتمرير قانون النفط والغاز.. والموسوي تؤكد لن يؤجل إلى الدورة المقبلة
المالكي يبحث مع السفير الإيراني مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية الإقليمية والدولية

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا