صدّيق الحلو / السودان
أحداث كثيرة ومتطورة في رواية سرديات نخلة ل صالح خلفاوي وسامية عبدالرحمن. سرديات نخلة رغم انها مقسمة الي محطات وفصول الا ان هناك وحدة تربطها باكتمال الأحداث. في سرديات نخلة أحداث صغيرة تثير الاهتمام لبها الحرب وأوجاعها.رواية جعلتنا مبهوري الأنفاس ونحن نلاحق تطورها. زمنان متوازيان لن يلتقيان أبدا. سرديات نخلة رواية عميقة ناقشت معاناة الإنسان من جوانب متعددة .كثير من المراوغات عاشتها سامية عبدالرحمن وصالح خلفاوي. يقول صالح خلفاوي اقلب حصي الأزقة عن أثار قدميها. الحبيبة النخلة الحبيبة الوطن.هذه المحطات كأنما هي رسائل متبادلة بين سامية وصالح.فيها من الحميمية الكثير ويأتي الحنين الي الماضي كعادة إنسانية مشتهاة .من يرجع الماضي لتبدو طالبة جامعية يهواها الجميع. والماضي ابدا لن يعود. محاولة القبض علي تلابيب لحظة ماضية ذابت في ثنايا الزمن. استطاع صالح خلفاوي استنباط الأحداث الصغيرة لسبر غور عزلة الإنسان في مواجهة الكون. وعلاقات الإنسان الناقصة مع الآخرين وعجز الإنسان الأزلي عن التلاحم مع الآخر او حتي التواصل معه ولو عن طريق الروي. حكم الحياة الباهرة تتخلل النص.من مهام الخريف إسقاط أوراق الشجر. بين البحر والبر ساحل رطب يخفي عطشا لايرتوي. ليس سوي البرد الناعم يلامس خشونة المشاعر حين تحف. تشابكت عناصر الروي عند سامية وصالح لتأتي النهاية باكتمال الرواية في معناها الكلي فهي ضد الحرب ومع ارتباط الإنسان عضويا بالحرية التي تحقق شخصية الإنسان وتجعل لها معني.هذه المعاني النبيلة منحت الرواية سردينها وأبعدتها من التاريخ. لقد جسم لنا هنا الراوي والرواية موضع الإنسان العربي المقهور بواسطة الأنظمة الوطنية المتعاقبة. تضافر الجهد هنا بحيث لاتحس بأيهما كتب المحطة الأولي او الأخيرة والسرد في سرديات نخلة محكم والحبكات الفنية مشدودة الأحكام ومصنوعة بإجادة في شعرية ملحمية من سمات الرواية الحديثة. الاحتفاء بالألوان اللون الأبيض ودلالاته .الأبيض يعني عدم النضج .الأسود اشتمل جينات راقية لايمكن حسابها. الأمل يعني السواد لأنه يؤجج بتأجج العوامل. العشق عالمان إحداهما من صخر والآخر من دخان. مزج الحسي بالمعنوي مما أعطي متعة إضافية للنص. وسرديات نخلة في اكتمالها نحس بمنطقها المبرر كان كاتبها واحد. وحدة الدلالات تنمو في اتجاه الأزمة.انبثاق الصراعات نتيجة اختلاف الرؤي. واستعمال المتضادات يخلق جماليات بديعة.عند التحولات تاتي السعادة اوالشقاء .مهد صالح خلفاوي للرواية كبداية وتلته سامية عبدالرحمن كوسط وشاركا في النهاية معا.البذرة المتحركة في جوفها تثير أسئلة لاتنتهي.. وكذلك سرديات نخلة. توظيف الطبيعة لمجاراة الحدث.. طير فاخته يصدر هديلا موجعا كو كوتي وين أختي؟ ملحمة سرديات نخلة بمجموعات شخوصها المغمورة والتي مورس عليها قهرا عاليا طال الروح.ناقشا فيه الماضي والحاضر وحروب ارض الشام والهلال الخصيب. اكتسبت الرواية فنيتها من هذا التماسك والبناء المتسق.والتشويق والمفارقة وهي هنا مكملة للطبيعة في فورانها ودورانها. رفض صالح خلفاوي هنا حدود الوعي ونفذ الي اللاوعي واللامحدود . لحاياهم أقنعة الزيف. سامية عبد الرحمن 1003 المحطة سامية عبد الرحمن تكتب الجمل والتعابير لتخدم النص السردي.ولديها وحدة نغم قوية وباهرة ولعملها تأثير بين. الصراع هنا جوهر مادة الحياة .ان كان داخليا او خارجيا . لقد استطاع صالح وسامية تنسيق خطتهما الروائية كأنما هي رسائل متبادلة في حبكة ملاي بالمشاعر النفسية ومركزة علي التفاصيل والمواقف والصور المشتركة المركزة علي المشاعر الإنسانية .في حالات الفرح والغضب والأمل.في سرديات نخلة عند الوهلة الاولي تحس بالتوازي بين ماخطتة سامية عبد الرحمن او ما كتبه صالح خلفاوي ولكن يصبح التداخل والاندماج عندما تدور الأحداث. سرديات تخلة إضافة قيمة للرواية العربية بما تمتاز به من ثراء معرفي وغموض فتح أفاقا للتأويل والاستنتاج والرؤي المختلفة. وهنا نجد عدة محاور الحب والحرب وأحداث معاصرة تفضي لازمنة مختلفة والزمن يتراوح بسيولة تلقائية. . وياتي التداعي وبوح الشخصيات بهواجسها وأحلامها أمالها وصراعاتها. في مجتمع ذكوري غارق في وهم تفوقه .غطرسته. وامتيازه. المرأة اذا خانت زوجها تداس بالأرجل! تعمق الإيهام بحقيقة مايروي. هناك إشارات كثيرة تفتح فجوات في الخطاب السردي تعين المتلقي لإكمال مالم يقله النص. والرواية منحازة لقضايا الأمة العربية يقول صالح خلفاوي:في المحطة 1021 لا احد يفكر بالحب في وطن فقد مقومات التواصل. وفي المحطة 2310 تقول سامية عبد الرحمن.رجل سار خلف قراراته الطائشة مخلفا وراءة زوجة حاملا وطفلين. رقصت حتي كاد يغمي عليها. البوح .الصدق. والحميمية في سرد سامية اعترافات الذات للذات والمناجاة الداخلية. امتزاج الماضي بالحاضر بالمستقبل والتنقل عبرها بأريحية كقطع الشطرنج. الزمن النفسي الداخلي للشخصية لذلك لم تخضع الأحداث للترتيب المنطقي. مهمة المتلقي إعادة تنظيم الأحداث وترتيبها. ابدأ لم تختلف طبيعة لغة السرد من سامية لصالح كانني امام سارد واحد جيشان العاطفة هو هو والفيضان الداخلي للشخوص. الأثر والحكم.والأمثال..في رؤية ذاتيه تمثل وجهة نظر الراوي .قرانا رواية موضوعية بامتياز. بها اشياء هائلة قد حدثت. صالح خلفاوي المحطة 1041 بعد الانكفاء من الكويت عدنا الي الوطن بلا أمل. لا أمل نحو التغيير فما زال المذياع يصدح بحب القائد. تجمعت الأحداث والوقائع وقادتنا الي اكتشاف كنه الحب والعلاقة بين الوسادة والحب. والحياة هنا تنطوي علي ما لاحد له من الأحداث. معاناة الانسان تصور في مفردات قوية التأثير وباذخة. يقول صالح خلفاوي في الفصل الثالث المحطة 1045 أيتها النجمة التي طوتها يد السماء لاترحلي نحو تخوم بلا بصيص. كون خلفاوي من العابر والجزئي والقصير سمفونيه للعشق والحب وصور لحظات الانكسار والضعف البشري اعتمادا علي تجميع الصور من البداية للنهاية في حياة كاملة . رواية مسايرة لروح العصر ذات الإيقاع السريع وما يصطخب فيها من تعقيد وتشابك. الحب نوع من أنواع الخلاص؛ تركيز وتكثيف العبارة والتقاط الصور النفسية والدقة في انتقاء الألفاظ وتحليل المشاعر. حياة كاملة ومحتشدة . تقول سامية عبد الرحمن؛ في المحطة 1047 من لم يكن العدل من شيمه. لن ينصف يوما غيره. سرديات نخلة رواية غيرت دواخلنا بما فيها من حيوات خصبة وغنية وجماليات السرد المتفردة .وتلك الروح المتقدة التي لاتنطفئ شعلتها بحضورها الفتي ... الحاضر بانكساراته يمزقنا قطع متناثرة. |