ماجد الحسناوي الإسلام دين يعالج واقع الحياة، واقر بأن اللجوء الى القوة احياناً ضرورة لتحقيق الحق وابطال الباطل والدفاع عن العدل ورد الظلم، فالمسلمون لم يبدأوا الحرب يوماً وانما اضطروا اليها دفاعاً عن النفس والدين. ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم)) فالحرب غاية انسانية واضحة لتحقيق مصلحة اجتماعية، فصيانة ارواح الناس مطلوبة وأمن المجتمع الانساني والحفاظ على السلام بين البشر من ضروريات احترام الانسان وتكريمه، ومبدأ الاسلوب يتلخص بأن العلاقات بين الافراد والجماعات ليس حرباً بل تعاون وتعارف على الخير لتحقيق المغزى الانساني مكرم على الأرض والدليل على ذلك قوله تعالى (يا ايها الناس خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وبناءاً على ذلك فرض القرآن الكريم على المجتمع الاسلامي عدم الاعتداء واباح لهم الرد ان وقع عليهم، وعلى المسلم عندما يقاتل لا يضحي بنفسه من اجل المغنم واحتلال ارض الغير واستعباد العباد ولا يقاتل من اجل اظهار بطولته وقدرته وكبريائه بل يحارب من اجل هداية الغير ولقد سئل رسول الله (ص) عن رجل يقاتل للمغنم وآخر للذكر والمكانة فمن في سبيل الله ، قال رسول الله (ص) من قاتل لتكون كلمة الله العليا فهو في سبيل الله وكلمة الله عندما تعلو تنتقل الانسانية الى العدل ومن عبادة العباد الى عبادة الله فيتحرر الانسان ويصل الى قمة الحرية لذلك فالجهاد يختلف عن الحرب في الغاية والغرض . فالحرب لدى رجال السياسة لأغراض مادية تدعوا اليها مصلحة الدولة في سبيل نفعها الذاتي لحب التسلط ونهب الثروات أما الجهاد في الاسلام فيستعمل اثناء وجود مقاتلة من عدو فالباعث رد العدوان والمحافظة على المسلمين فالإسلام يرحب ويدعوا الى السلام اذا كان الطريق لنشر الأمن في المجتمع الانساني وسبق القانون الدول باعتبار السلم اساس العلاقات الدولية والحرب أمر طارئ لتنمية الحياة والمجتمع وانجاح خطط التقدم الحضاري والاستفادة القصوى من الأمم المتقدمة في التغيير والبناء وهذا لا يعارض تهيئة صفوف الامة لجهاد الاعداء من المحتلين للديار الاسلامية وتفويت الفرصة على الذين يراهنون لغرس بذور الفتنة والتفرقة وتقوية اواصر المحبة للمحافظة على بيضة الاسلام.
|