رئيس الوزراء: العراق يمتلك علاقات متميزة مع إيران وأمريكا AlmustakbalPaper.net الرافدين يعلن منح وجبة جديدة من قروض مبادرة «ريادة» AlmustakbalPaper.net المندلاوي يؤكد على أهمية الإسراع في استكمال خطوات تفعيل طريق التنمية AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: العراق يشهد تراجعاً كبيراً بمعدل الجرائم و3 مسارات لعملية حصر السلاح AlmustakbalPaper.net وزير الدفاع: وقعنا عقوداً مع أمريكا في مجال الدفاعات الجوية AlmustakbalPaper.net
لوحة وقصيدة
لوحة وقصيدة
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
أحمد العمراوي 

الفن تشكيل للعالم بطريقة خاصة. نقل للداخل انطلاقاً إلى الخارج، أو إخراج للداخل خارجاً. هذا هو الظاهر. الأثر هو الأهم. والأثر هو ما تُخلّفه يد على فراغ لتخلق دهشة لفن قد نراه، قد نسمعه، قد نحسه. انطلاقاً من الأثر الأول يحدث أثر ثانٍ وثالث وهكذا إلى ما لا نهاية، والبقاء للفن.
 حين نطلق كلمة فن على عمل ما فإن المتبادر للذهن هو ما نبصره لا ما نسمعه، ومن ثَمّ تعطى أهمية قصوى للفن المرسوم لوحة تشكيلية، أو خزفاً، أو نقشاً، أو نحتاً. يخاطب الرسام والفنان التشكيلي العين أولاً، أي يعتمد على ذكائنا البصري والفضائي المكاني لإيصال أحاسيسه ورؤيته حول العالم. فما الفرق انطلاقاً من هذا بينه وبين الشاعر؟
 يعتمد الشاعر على الذكاء اللغوي والذكاء السمعي أحياناً لنقل أحاسيسه للعالم الخارجي، من دون إغفال الذكاءات الأخرى كالبصري والمنطقي والذاتي وغيرها.  تستعمل اللوحة اللون والهندسة بشكل غير مباشر أو مباشر عادة لتفسح المجال للمتلقي لإتمام المتبقي. وتستعمل القصيدة اللغة ورموزها منطوقة ومكتوبة بشكل غير مباشر عادة كذلك لترك المجال للمتلقي لإتمام المتبقي أيضاً. المباشرة تقتل الفن لأنها تعتمد الخطابة التي تحتقر المتلقي عادة، أو تدغدغ مشاعره ليس إلا. الخطابة مجالها السياسة، والإيحاء مجاله الفن. لوّنْ بياضي تقول لك اللوحة، واكتب فراغي تقول لك القصيدة. كتابة وكتابة. قد تتغلب اللوحة الأصلية على القصيدة الأصلية في اعتمادها ذكاء بصرياً وهي لا تتكرر مرتين. لا يمكن لفنان تشكيلي أن يرسم اللوحة مرتين، هو لا يعرف بداية لعمله ولا نهاية.
ستخرج اللوحة. ستولد وتصدم بصرك وتبقى ثابتة ظاهرياً في مكانها. قد تُؤطر بخشب أو زجاج وتُحفظ في متحف، أو تعلق على جدار. قد تتكرّر بتصوير ليس هو الأصل أبداً ولن يكونه، ومن ثم ترتفع أثمنة اللوحات الأصلية للفنانين من الموناليزا إلى لوحات بيكاسو وسلفادور دالي وغيرهم.
 القصيدة هي الأخرى لا تتكرر مرتين أيضاً في أصل الخروج والمُخرج، إلا أن الصانع الذي هو الكاتب الشاعر قد يضطر لتعديل كتابة أو إلغاء قصيدة جزئياً. ألم يفعل ذلك محمود درويش وأدونيس وعبد الله راجع وأحمد المجاطي وموريس بلانشو والشعراء السرياليون على سبيل المثال لا الحصر؟.
 تشترك اللوحة الحديثة مع القصيدة الجديدة في الجوهر: الإيحاء، الرمز، مخاطبة الداخل، ترك المجال للذهن والعين لإتمام المتبقي، وفي تكثيف العالم في لحظة أو لحظات معدودة.
 زرع الجمال بدل القبح، الحب عوض العنف، الحلم والخيال في مواجهة المادة القاتلة هو ما يسعى له الفن المعاصر تشكيلاً أو شعراً جديداً لا استبلاد القارئ والمتلقي.,.التحوّلات التي حصلت للكتابة كان لها دور عام في تطوير الرسم والتشكيل. وكلمة شمس مكتوبة بالحروف قد لا تعني لإنسان ما قبل التاريخ شيئاً، ولكنها تعني له الكثير وهو يرسمها دائرة تحيط بها خطوط قصيرة، وقل الشيء نفسه على كلمة حصان أو طائر أو كمنجة. ولكن كيف نرسم كلمة وَهْم أو لذّة أو إحساس؟ الكلام يتم الأصل: الرسم، فالرمز، فاللغة، فالقصيدة.
 يختزل الشاعر العالم في متخيّل مكتفٍ يجعلنا ننتقل من المرئي إلى ما وراءه. كل ما يعجز التخطيط المباشر الأول التعبير عنه يقوله الشاعر، ولكن الكلام أيضاً قد لا يكون كافياً بالنسبة للشاعر ولا اللغة للتعبير عن الذات والأشياء، لذلك يلجأ لملء الفراغات بالتخطيط والرسم أو الشكل أو الصورة وكأن اللغة لا تكفي.
من جهته قد يلجأ صانع اللوحة إلى الكلام والكتابة لملء فراغات قد لا يكفي اللون والرسم لملئها. وهكذا ترتبط ثقافة المكتوب بثقافة الصورة لخلق الفن، والكل فن في محراب الروح واحد. وحين يتم المزج بين اللوحة والقصيدة في فضاء متقارب تقترب الذات من صدق التعبير عن أحاسيسها. كلمة. لون. والمتخيل سيد الزمان والمكان المراد التأثير عليهما لخلق الأثر الذي سيغير الفرد وأشياءه.
النظر والسماع. لغة المكتوب وشرارة اللون. هل يمكن الفصل بينهما؟ هل يمكن تفضيل أحدهما على الآخر؟ إن الرابط بين القصيدة الحديثة المعتمدة على الرمز وتكسير الكلام بواسطة اللغة، وبين اللوحة التشكيلية غير المباشرة المعتمدة على الشكل واللون هو الاقتراب من القارئ الناظر ببصيرته لا ببصره، ويبقى التأويل وخلخلة الجاهز سيد العملين. ومن هنا قد تفضح اللوحة التشكيلية كما القصيدة الرمزية صاحبها إذا أخل بقواعد اللعبة. وعلى النقد هنا أن يلعب دوره كاملاً، موجهاً ومقيماً وشارحاً ومبدياً وجهة النظر الهادفة لخلق القارئ المستقبلي الذي بدونه سيتم النفور من كل فن راقٍ، شعراً كان أم تشكيلاً.  
 قراءة الفراغ تقتضي تغيير الأدوات. قراءة جديدة هي ما سيخلق القارئ الجديد. نحن نسير بسرعتين: تقنية هائلة تتقدم بلا توقف، وسرعة بطيئة في المكتوب العادي فما الحل؟ إنه اقتحام القصيدة واللوحة لمدارسنا ومنتدياتنا وبيوتنا بتربية على قــــــــــراءة أخرى، وهذا دور النقد الجديد الذي عليه أن يواكب كل جديد، من أجل المحافظة على روح الفن مع السير قدماً بهذه التكنـــــولوجيا الحديثة الضرورية جداً.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=30711
عدد المشـاهدات 2956   تاريخ الإضافـة 19/06/2017 - 21:24   آخـر تحديـث 12/03/2024 - 16:09   رقم المحتـوى 30711
محتـويات مشـابهة
جوائز كبرى تنتظر الفائزين العتبة العلوية تطلق مسابقة السبط المجتبى الإلكترونية
رئيس الوزراء : تجهيز الطاقـة الكهربائيـة وتوفيرها أولوية خدمية ومعيارا لتقييم أداء العاملين في الوزارة
المندلاوي يعقد اجتماعاً مع عدد من رؤساء الكتل في مجلس النواب ويؤكد: ضرورة اعطاء الاولوية للتشريعات ذات التماس المباشر بالمواطن والبرنامج الحكومي
امين العتبة العلوية : التخطيط والإعداد المسبق يحقق نتائج مثمرة في تطوير الخدمات
المندلاوي يوجه بمضاعفة الجهود الرقابية والإسراع في إنضاج مشاريع القوانين ذات الأولوية

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا