التحليل السياسي /غانم عريبي
الان وقد تحركت الآلة الحربية السعودية والمصرية والخليجية على اليمن ماذا يمكن ان يقال عن الثمن الذي قبضه الحكام العرب من العدوان وتمويل الحملة السعودية بالطائرات.. هل سيكون الثمن ربيع عربي اخر يطيح بالسيسي وال سعود ام المسالة تنطوي على تداعيات اخرى في هذا الطريق؟!. تحول «مؤتمر بناء مدينة القاهرة الدولي والاقليمي الاستثماري» الذي عقد قبل اكثر من اسبوعين الى مؤتمر للاستثمار بالدم اليمني عبر الثمن الذي قبضه السيسي «4 ملياردولار»من السعودي و»4 مليارات دولار»اخرى من الامارات العربية وربما اغارت طائراته على العاصمة صنعاء قبل الطائرات السعودية وهاهي بارجاته الحربية الاربعة «مايماثل المبلغ السعودي والاماراتي» تخترق المياه الاقليمية قادمة من قناة السويس الى المرافىء اليمنية لحصار الشعب اليمني!. السيد حسن نصر الله اول امس عرى الحكام العرب الذين اغارت طائراتهم على اليمن بعد قبض الثمن ووجه صفعة «لبنانية قوية» لوجوه الذين قبضوا واستلوا خناجرهم شرفا خصوصا الرئيس الفلسطــيني محمود عباس الذي ايد الحملة العسكرية السعودية على اليمن ربما لانه تصور «دون معرفة» ان الحوثيين مثل حماس الفلسطينية فساوى بين هنية وعبد الملك الحوثي ثم كانت الصفعة الثانية حين وجه نصر الله السؤال لعباس قائلا له «ماذا ابقيت من شرعية لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلــي» مايعني ان عباس قضى على امال فلسطين باقامة الدولة الـــفلسطينيـة بتـــاييده الــغــارات السعودية المقبوضة الثمن على اليمن واليوم اطلق نتنياهو الاموال الفسطينيــة المجمدة من الكمارك الى السلطة الفلسطينية وهنا تكتمل المعادلة «الهزيلة» اسرائيليا وامريكيا اذ يقبض السيسي ثمن اليمن من مؤتمره الاستثماري ويقبض عباس ثمن التاييد من امضاء نتنياهو!.خطاب السيد اللبناني اناب في الحقيقة عن كل لسان عربي شريف ويمني محاصر ومظلوم وكشف الوجه القبيح للحكام العرب مثلما كشف حقيقة تاريخية ان الشعوب يمكن ان تحاصر وتسجن وتضرب بالقنابل والصواريخ ويغار عليها بالطائرات وتستهدف بالراجمات الصاروخية ويقتل ابنائها واطفالها لكنها لاتستلم ورحم الله شيخ المجاهدين في ليبيا عمر المختار عندما قال «نقاتل اما ان ننتصر او نموت». ان العدوان السعودي على اليمن فخ امريكي لاعادة انتاج الجغرافية السياسية في السعودية باثارة كل الملفات المؤجلة ومنها الملف الشيعي في الاحساء والقطيف ومستقبل النظام السعودي في الجزيرة العربية ومحاصرة افعى الوهابية في جحرها وتطويق اخر معاقل الارهاب في الرياض وعسير ونجران تماما كما حصل في العدوان البعثي قبل اكثر من 25 عاما على الكويت حيث سكتت امريكا على التحرك العــــسكري العراقي وشجــــعت السفيرة غلاسبي صدام حسين بدخول الكويت عبر التاكـــيد ان واشنطن ليس لديها اتفاقية دفاع مشترك معها!.ليس امام السعودية التي ولغت يديها وفمها بالدم اليمني الا المراجعة الموضوعية لتاريخ التدخلات الامنية والعسكرية في اليمن اذ تشــير كل المحطات والاشـــارات والتاريخ القــريب الى انهار من الدم وحملات ابادة وتحريف عقائد قامت بها السعودية ومراكز الافتاء ومعاهد «الشريعة الاسلامية» السعودية في اليمن خصوصا في جبال الحوثيين ولم تستطع تحقيق شبر واحد من التقدم او ان تنال من ارادة الحوثيين منذ السلال والى اليوم.اما السيسي فعليه ان يقرا تدخلات الناصرية ومشروعها القومي في عز قوة عبد الناصر في الستينات من القرن الماضي وقد قتل اكثر من 30 الف جندي مصري في جبال الحوثيين ولم يستطع اسكات الصوت او النيل من ارادة الشعب اليمني.ومنذ بداية العدوان المصري السعودي الخليجي المشترك على اهلنا وشعبنا اليمني اسقط الحوثيون طائرتين سودانية وسعودية احداهما اف 15 ولولا البحرية الامريكية لكان الطيار السعودي في قبضة المقاتلين الحوثيين وكم كنت اتمنى لو ان الطيار سقط بايدي المقاتلين الحوثيين لكي يرى العالم الفرق بين داعش والحوثيين رغم ان المقارنة هنا ظالمة وغير دقيقة وليست موضوعية ولامنصفة.اظن ان العالم سيلتفت لحجم الخطأ العربي الرسمي حين يكتشف نبالة الحوثيين وهم يتعاملون مع اسرى القوات السعودية او الطيارين الخليجيين او السعوديين مثلما سيكتشف ضحالة السيسي وسلمان وكل الحكام الخلايجة الذين تحولوا الى ابطال امام شعب فقير لايقوى على حمل نفسه بسبب سياسات التجويع والاهمال الخليجية والتعمد في اذلاله ولكن الحوثيين وعلى راسهم هذا السيد النبيل سيفاجئون الدنيا بنبالة الموقف وشجاعة الجبهة الوطنية التي شكلوها في الداخل وبسالة الروح التي ستقهر تحالف الوهابية مع الفرعونية المصرية!. |