بغداد / المستقبل العراقي
انتقدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خطط تركيا لشراء منظومة دفاع جوي روسية عوضا عن الاستثمار في تكنولوجيا حلف الأطلسي. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن انقرة وموسكو على وشك توقيع اتفاق لبيع تركيا منظومة صواريخ أرض جو من طراز «اس-400» الروسية. وعبر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس عن قلق البنتاغون حيال شراء تركيا التكنولوجيا الروسية بسبب إمكانية عدم توافقها مع المعدات التي يستخدمها الحلف الأطلسي. وقال «بشكل عام، إنه أمر جيد للحلفاء شراء معدات قابلة للتشغيل». وتابع «مع أي حليف، مع أي شريك نعمل معه نريد منه شراء أمور والاستثمار في أشياء ستستثمر أكثر في تحالفنا». وذكرت تقارير في الاعلام التركي أخيرا أن البلدين يضعان التفاصيل الأخيرة لصفقة الشراء. وإذا تم الاتفاق، فسيكون خطوة بارزة بعد المصالحة بين البلدين اثر أزمة دبلوماسية نجمت عن اسقاط أنقرة مقاتلة روسية فوق الحدود السورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015. ويبلغ مدى منظومة اس-400 الروسية نحو 400 كلم (250 ميلا) وهي مصممة لإسقاط الطائرات المعادية. كما جاء الاعلان عن الصفقة في ظل خلافات بين أنقرة وواشنطن على خلفية الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تصفها تركيا بأنها تنظيم ارهابي يشكل خطرا على أمنها القومي وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود منذ عقود تمردا على نظام الحكم في تركيا. ويعتقد أن أنقرة تسرع خطواتها نحو روسيا في رسالة غضب موجهة للحليف الأميركي ولحلفائها الأوروبيين داخل الناتو، حيث أن العلاقات التركية الأوروبية تمر بفترة توتر غير مسبوق على خلفية انتقادات غربية لانتهاكات النظام التركي لحقوق الانسان وعلى ضوء حملة قمع غير مسبوقة للمعارضة وللحرية التعبير. وكانت الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية قد زودت الأخيرة بشحنات أسلحة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية بالرقة السورية كما تقدم واشنطن دعما على الأرض للمقاتلين الأكراد والعرب من خلال مستشارين باتوا على خطوط المواجهة الأمامية مع تنظيم الدولة الاسلامية. وشككت تركيا في قدرة الولايات المتحدة على استعادة الأسلحة التي زودت بها الأكراد في الفترات القليلة الماضية. ولم تفلح التطمينات الأميركية في تهدئة المخاوف التركية، حيث هددت تركيا بالتحرك ضد أكراد دون اذن من أي قوة دولية في حال تبين لها وجود خطر يهدد أمنها. |