حسين علي الحمداني
العراق بلد زراعي وصناعي أو هكذا كان، وتجد هنالك ملايين الدونمات المخصصة للزراعة مهملة، وعدد كبير جدا من المعامل سواء الحكومية أو القطاع الخاص متوقفة عن الإنتاج، يقابل ذلك استيراد كبير جدا للكثير من السلع التي يمكن إنتاجها داخل العراق، أو بالأحرى كانت تنتج في العقود الماضية من قبل المعامل الحكومية والقطاع الخاص. والدولة غير قادرة على تشغيل عشرات إن لم تكن مئات المعامل الإنتاجية في الوقت الحاضر وليس هنالك سقف معين لإعادة تشغليها هذا ما كشف عنه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي عبر توجه لإطلاق برنامج اقتصادي كبير من خلال دعم الأنشطة الاستثمارية في القطاعات الإنتاجية، وهو يمثل حالة يجب أن نصل إليها عبر جذب الاستثمارات للبلد وتنشيط القطاع الخاص، وحقيقية الأمر يمثل الاستثمار حقلا مهما جدا في امتصاص البطالة في البلد وربما يتصور البعض بأن الاستثمار يعني جلب شركات عالمية للتنقيب عن النفط وغيرها دون أن نرعى القطاعات الأخرى الأكثر جدوى إن صح التعبير في امتصاص البطالة وفي مقدمتها القطاع الخاص العراقي الذي يحتاج لإعادة تأهيل، وهذا القطاع بحاجة ماسة لخارطة طريق،هذه الخارطة من شأنها أن تعيد للاقتصاد العراقي بعض ركائزه التي افتقدها في السنوات الماضية ونجد بأن الأجواء مهيأة تماما لعودة القطاع الخاص ذات الطبيعة المتنوعة سواء في مجالات الصناعة أو الزراعة أو التصنيع ذاته، خاصة أن السوق العراقي بحاجة كبيرة جدا لقطاع خاص متميز . و ما يمكننا إدراكه بسهولة بأن واضعي الخطط الاقتصادية في العراق مازالوا يعتمدون في بناء الاقتصاد العراقي على عائدات النفط، دون التفكير بتفعيل المفاصل الاقتصادية الأخرى التي من شأنها أن تديم الاقتصاد العراقي، لأن الاعتماد على شريان واحد لتغذية اقتصاد بلد يعرضه لمشاكل كبيرة خاصة في ظل التوترات الكبيرة التي تسود المنطقة والتي لا أحد يتكهن بنتائجها ، يضاف إلى ذلك تذبذب أسعار النفط من جهة ومن جهة ثانية بحث الكثير من الدول المستهلكة عن بدائل أرخص من النفط وهو الأمر الذي تعاني منه الدول النفطية مؤخرا. وهذا ما يدعونا فعلا لأن نعقد مؤتمرا اقتصاديا لرجال الأعمال في بغداد ومجالات الاستثمار متنوعة في بلدنا خاصة في ظل انفتاح العراق على السعودية ودول الخليج التي عادة ما تبحث عن تشغيل أموالها في مجال الاستثمارات ومنها الصناعة والزراعة والسكن وغيرها من المشاريع التي من الممكن جدا أن تحقق للبلد نموا اقتصاديا كبيرا، فضلا عن الاستقرار وتمتين العلاقات الإقليمية والدولية عبرالاستثمارات الخارجية القادمة وهي بوابة لبناء علاقات دولية قوية من جانب، ومن جانب آخر تعزز من دور العراق الاقتصادي في محيطه الجغرافي . |