المستقبل العراقي/خاص

 

أقيم مساء امس الاول السبت  على قاعة المثقف في بغداد الكرادة داخل وبحضور مهيب وكبير لنخبة من الأدباء ، والشعراء ، والمثقفين ،  احتفالية كبرى بمناسبة توقيع وإشهار ديوان الشاعر ( ماجد الربيعي ) (وجع عائم في لغتي) والصادر عن دار المثقف للطباعة والنشر ــ العراق بغداد ، برعاية وأشراف مؤسسة بلا أقنعة الثقافية ، وبإشراف مباشر من قبل رئيس المؤسسة الاستاذ جميل الحسني،

بداية كان هناك ترحيب بالحضور من قبل عريف الحفل الشاعر عامر الساعدي ، بين للحضور فيها عن منجزات المؤسسة سابقا ولاحقا والدور الفاعل بالساحة الأدبية ،بعدها كانت كلمة المؤسسة ألقاها الشاعر جلال الدين صفاء عضو مجلس إدارة المؤسسة ، بعدها توجه الشاعر المحتفى به لطاولة الحوار بإدارة الشاعر عادل الغرابي ، حيث بين لنا بالحوار عن حياة الشاعر وبداياته الجميلة مع الشعر والأدب ، حول منجزه بالقول “ اقدم الشاعر الانسان والانسان الشاعر الذي يوجعه وطن ويبكيه عصفور وترهقه دمعة طفل “ ثم تغنى ببعض ابيات من الشعر بالربيعي  ليساله فيما بعد عن سر الوجع الذي يلازم الشاعرمن الطفولة حتى الان ؟ الربيعي لخص اجابته بحسره عميقة وهو يقول :”الوجع وما ادراك ما الوجع ، حيث الوجع بدا معي في بيت صغير مع امي التي تحملت عناء تربيتنا ونحن ايتام وكانت ترنيمة ( دللول يا الولد ) تثير شجنا ، كبرت  واتسع الوجع ، وكلما نكبر تكبر الهموم والماسي ومنها الحرب ذلك الوجع الكبير الذي اخذ العمر والاحباب والأصدقاء والشباب  ، سنوات الصبا قضيناها في الملاجيء فهناك اشخاص غادرونا واتسع وجع الوطن الاكبر ، التفجيرات ‘ عريبة ، سوق مريدي ، الكرادة 

كما كتبت عن وجع غزة وسنجار وكل مدننا  وكان هذا الوجــــع سمة لمنجزي الاول وجع عائــــم في لغتي “.

ثم عرج الربيعي  عن الاسماء التي ذكرها في قصائده ودلالاتها لانها حملت هموم وطن وتحملت عبء الحياة التي اراد الظلاميون اطفائها  فكتب عن نعمة السوداني وعن قاسم وداي وعن الصديق الذي اختار الهجرة  وعن سلمى ، سلمى هي الحياة  والدفء والوطن والملاذ عندما يشتد الوجع وهي الملهمة والزوجة والخصب بل هي المراة العراقية الشامخة ..وأوضح الربيعي : “ عندما اكتب عن سلمى اكتب عن كل نساء بلادي فقد شاركتني عمري ومواجعي شاركتني الحصار وبناء بيت وسقف انها حواء وهي حبيبتي “ ثم قرا قصيدة سلمى وهذه بعض منها “ سلمى 

ياذات الشفتين 

الطالع من بينها تين 

مازلت انا اترنح مخمورا 

وسأسقط في ادنى قوسين 

واحلم لو 

املك مصباح علاء الدين 

فآتي بالنجمات لإذنيك 

اصيرها قرطا “

وأثناء الأمسية وبدايتها أعلنت رئيس مجلس ادارة المؤسسة الأستاذة الشاعرة ميسرة هاشم بمفاجأة خاصة وهي كانت هدية للشاعر ماجد الربيعي طباعة 100 نسخة أضافية من ديوانه كإهداء خاص واستحقاق له من قبل رئيس المؤسسة الأستاذ جميل الحسني ، هذا وبعد انتهاء الجلسة الحوارية كانت هناك بعض المداخلات الأدبية والنقدية من قبل أساتذة الأدب والشعر ، كانت المداخلة الاولى للدكتور الشاعر محمد حسين آل ياسين ، تحدث فيها عن الشاعر وعن ما كتبه وعن مسيرته الشعرية الطويلة وقد أشاد الدكتور بالشاعر المحتفى به وقال :أن الشاعر الربيعي قد أضاف شيئا للادب العراقي كونه شاعر جيد وملتزم بقوانين الشعر ، وكانت المداخلة النقدية الثانية للدكتور محمد جاسم ونان ، حيث تحدث فيها عن أسلوب الشاعر الربيعي وعن قصائده الجميلة والمعبرة وعن امتلاكه خاصية مختلفة من حيث اللغة ، هذا وكانت المداخلة الثالثة للقاص والكاتب المسرحي عبد السادة جبار ، حيث قال أنا قرأت كثيرا من الشعر خلال مسيرتي الأدبية لكن وجدت أن الشاعر ماجد الربيعي يمتاز بخاصية جميلة ومعبرة ، وله أدوات جميلة، المداخلة النقدية الرابعة كانت للناقد والباحث محمد شنيشل الربيعي والذي تحدث عن تطور الأدب العراقي والتزام الشاعر بالقواعد ولسلوكيات الصحية ،مضيفا :”إذا ما أعتمدنا التسيّح في النص على أساس الشفرات الثلاث وأقصد الجمالية (الأنساق) والرمزية (اللغة) والشفرات النظرية وهي (الأفكار) وقد تشكل هذه المفاهيم متعاليات تُميل في تقديرها الى الفكرية في نهاية المطاف ، جراء السقف الإعتباطي المفتوح للغة ، وهيمنة المجاز ، والإنزياح اللغوي ، وماجد الربيعي أراد أن يفتح المحتجب على مصراعيه ليؤمن نظاما مقروءا من (الوجع) الذي جعله قطري الإنتاج ، فهو بذلك يحدد إطلاقه ،ويخصص عمومه ، الأمر الذي تؤسس فيه (الشفرة النظرية) هدم المذكور أعلاه واستبداله بالإنزياح العقلي . نحن في زمن المعاصرة النصية نحتاج الى العقل الشعري في تهيئة سياق وضعي مقبول وجعل القطري كوني التعميم متخذا من الإستبلاء مشهدا ل(الجملة الكونية) “. وختام المداخلات كانت من نصيب الشاعر قاسم وداي الربيعي تحدث فيها عن حياة الشاعر الربيعي وما عاناه بحياته حتى وصل الى هذا المستوى من الأدب حيث قال: إن الشاعر ماجد الربيعي شاعر مواضب وحريص ودقيق في اختياراته الشعرية .

بعد انتهاء المداخلات كانت هناك قراءات شعرية جميلة لبعض الشعراء الذين أشادوا بالشاعر المحتفى به حيث أنهم عبروا عن حبهم له بقصائد تمجد شخصه الكريم الشعراء / الشاعر الدكتور حازم الشمري / الشاعر معتصم السعدون / الشاعر جعفر الخطاط / الشاعر حيدر معتوك، وأخيرا ختمت الأمسية من عريف الحفل وقال المؤسسة عازمة على أنها تمضي قدما في خدمة الأدب العراقي والعربي ، والاهتمام بشريحة الشباب وكانت أخر كلمة من رئيس مجلس الإدارة الأستاذة الشاعرة ميسرة هاشم قالت سوف نكون بكل محافظة وكل بلد عربي لأننا قطعنا عهدا ووعدا على انفسنا أن نكون في خدمة الأدب. 

وقدمت إدارة المؤسسة درع خاص تكريم لدار المثقف للطباعة والنشر بإدارة الأستاذ يوسف وذلك عن تعاونهم مع المؤسسة وحرصهم بالعمل وإخراج الأعمال بصورة جميلة قدم الدرع الاستاذ حسين الغضبان مدير فرع العراق اتحاد الأدباء الدولي.