فؤاد كاظم العبودي
اليوم ...وكما في كل يوم جلست وحيدا الا من نفسي.حيث أغبطها على محبتها لي هذه نفسي وهذا انا ابكيها واواسي حرقتها وحزونتها من ضياع حظها في دنيا كل مافيها كذب وادعاءات بعد ان غابت فيها تراتيل الوفاء وحفظ العهود والوعود وضاعت على حواشي صفحاتها اناشيد الحب والسلام والصدق... ماعادت لي ثقة بأحد كل الذين اودعتهم امانات سري وكلامي خذلوني بكذبهم وراحوا يخططون بعشوائية مايريدون خلافا لما عهدتهم به....وتلك احسبها طعنة في قلبي....اليوم وانا اتحاور مع ذاكرتي عتبت على امي ...عتب شفيف وحبيب....لكنه عتب...لأنها ارضعتني الطيبة ولم تعلم هذه النبية الطاهرة سيأتي يوما نقول فيه...تبا للطيبة...ياامي،فقد كثرت الذئاب...ياامي....وكثر السفلة....وشاعت الظنون ،ياربي كم اكره الظنون....ياأمي لماذا علمتني ان اسامح ايدي تقبض في كلامها على الخنجر بدلا من الورد....وتكشر عن انيابها عوضا عن الابتسامات....أماه....كيف لي التخلص من طيبتي وقد احاطت بي الذئاب،كيف انشر اريج عطرك المضمخ بالحب...وهناك من يتصيد البراءة بمنجل الحصاد.....كيف ياأمي....ارضعتني حليبك المقدس...ولم تعلميني كيف اشحذ سكين المواجهة بوجه الذين لايعرفون قيمة الحب.انا لاألومك ياامي وانت ترقدين بلا قبر بعد ان ازالوا قبرك من على الارض...لاحملك جوالا في ملاجئ الموتى...ادور بكعلى النخيل بلا عثوق وعلى الانهار بلا ضفاف....وعلى الذين حسبتهم يوما اهلي واصحابي فواجهونني بوجوه من نحاس صلد.... ايه ....أمي....قد تطول قائمة عتابي....وانت ترومين النوم مبكرا كما عهدتك.....وصيتي لك ياامي.....ادع الرب لكي يشفيني من مرض الطيبة،فقد حاصرني اللئام والخونة......حتى اللواتي كنت اعتقد فيهن جمال روح المراة....وعذوبة الانثى....تحولن الى معاول ليهدمن صرح الحب.... نامي ياامي بسلام.....لم يعد للعتاب من فائدة بعد اليوم. |