ناهدة الدراجي 

الشائع في الكثير من المجتمعات الاسلامية \ان السعادة كل السعادة هي تلك التي تقع في أيام الخطوبة , بعد عقد القران , ثم الايام او الشهور الاولى فقط من الزواج , هنا تكثر كلمات الود والغزل والرومانسية التي لاحد لها من قبيل ( أنت عمري , احبك , أعاهدك , وغيرها كثيررر ) مفردات ملؤها نعيم وبعدها جحيم في جحيم كما هو رأي الكثير , وسنحاول هنا أن نتعرف على بعض الاسباب التي تجعل الحياة نعيما أو جحيما , ولماذا انحصار السعادة في هذه الايام وماهو السر في ذلك , ومن خلال محورين رئيسين ,, 

المحور الاول / الحال بعد عقد القران 

والمحور الثاني / الحال بعد ليلة الزفاف 

الحال بعد عقد القران ,, الاعم الاغلب عند المعقود قرانهم حديثا , يسعيان لان يكونا لطيفين مع بعضهما البعض , وكلا منهما يظهر حبه واشتياقه للاخر فالمرأة تترقب كلمات الحب , والرجل يترقب مشتاقا لليلة الزفاف ( الدخله ) ولامانع من طلب لمسه أو قبلة ( الدافع هو الرغبة الجنسية عند الرجل ) فينهال الخاطب على خطيبته بالكلام العاطفي ويتجاهل توثيق العلاقة الروحية بينهما والفتاة تتجاوب معه وتظهر حبها له وتتشوق الى المزيد من كلمات الحب والغرام ( هذا هو النعيم المزعوم ) , ويستمر هذا النوع من العشق الى مابعد ليلة الزفاف ويقاوم حتى يتخطى الايام الاولى او الشهور الاولى فتنتهي الطاقة المكبوته عند كلا الزوجين وسرعان مايكتشفا التباين بينهما فتنصهر المجاملات وكلمات الحب والغرام , وتظهر الخلافات والفروقات التي لم تعالج في فترة الخطوبة فالحال اصبح بدون مجاملات , واذا لم يعالج هذا الوضع ( وبسرعة فائقة ) يتحول عش الحياة الزوجية الى ركام من الخلافات فأما التعايش مع اجواء مشحونه بالمنغصات فتكتمها الزوجة او الزوج وتتحول الحياة الى ( جحيم في جحيم ) او الطلاق وهو أبغض الحلال عند الله سبحانه , ان المجاملات بدون حدود مرفوضة في الخطوبة , فالكلام العاطفي مطلوب ولكن ليس على حساب تقوية الرابط المقدس , فليعلم الخطيبين ان لكل انسان بيئة ومحيط اجتماعي مختلف , وطريقة تربية كلا منها مختلفة , وتفكير كلا منهما مستقل عن الاخر .فليجعلا فترة الخطوبة فترة تعارف وفترة انسجام ويتطلب بعض التنازلات المحسوبة , فأختلاف وجهات النظر في الخطوبة مطلوب حتى يتعرف كلا منهما على الاخر فيحاول أن يهيىء نفسيته على سلوك مختلف عن سلوكه ولذلك يجب على الخطيبين ان يدعمان النقاط الموحدة بينهما والتي هما فيها يلتقيان ولايهمشانها , وبعد الزواج ( ليلة الزفاف والدخلة ) كلاهما يعلم من يكون صاحبه , وقد قيل في المثل وعلى رأي المثل ( اذا علمت من ذا الذي امامك علمت من أين تأتيه ) ,, وللحديث ( طبعا ) بقيه .!!!!