القلق وأحلام اليقظة عالمان متباعدان في وجهتهما وطريقة سيطرتهما على المشاعر والسلوك اليومي للبشر، إلا أنهما ينبعان من مصدر عاطفي واحد وهو الخيال الإبداعي. أما القلق فيشمل كل مخاوفنا من إمكانية حدوث ما نخشاه في المستقبل القريب أو البعيد، فيما أحلام اليقظة على العكس من ذلك تماما، إذ تمثل أقصى أمنياتنا فيما يتعلق بما نرغب في تحقيقه في المستقبل.يتركنا القلق عاجزين، متعبين وخائري القوى، فهو أشبه بقوى خارجية تتحكم فينا، فيبدو سلوكنا ومزاجنا وكأنهما خارج سيطرتنا وتحكّمنا، وكأننا وقع خطفنا من قبل شخص مجهول، بإمكانه أن يشوّه صورة الحاضر ومعه المستقبل بأسوأ السيناريوهات التي يمكن أن نتخيّلها.وفي حين، تمنحنا أحلام اليقظة الإحساس بالرضا والنشاط الذهني وبشيء من السعادة التي تنبع من إحساسنا بأننا نتحكّم في حياتنا ونمتلك السيطرة على مفاصلها وبإمكاننا أيضا أن نتحكّم في مسار الأمور، كل هذا يحدث بالاستعانة بالخيال وما يمكن أن يصوّره لنا من صور إيجابية فيها مدّ كبير من الأحلام والرغبات والأمنيات التي تداعب خيالاتنا، ولو في حيّز زمني قصير. |