طالب زعيان
خوف أخبرها في آخر مراحل حملها أنه ينتظره بلهفة قوية بعد أن فقد ابنه الأول بانفجار الأخير.. ( سأعمل له أجمل مراسيم الترحيب) إجابته: مازلت في إقناعه فهو يفضل البقاء. أمنية كانت تتمنى أن تراه عريساً يقف بجانب أميرة فاتنة، اليوم تتمنى ان تجد رفاته، لتنبني له قبراً تزوره.. مداهمة امتلأت غرفته عطراً ساحراً حين اهتز الباب بقوة، لم يجد شيئا في الصباح، أخبرته حبيبته أنها أرسلت له قبلاتها ليلة أمس. صورة لم تعد ترى معلمتها بعد الإنفجار الأخير ، رسمت صورتها على احدى الكتل الاسمنتية التي أحاطت المدرسة، تعلم جيداً أن الكتل لن ترفع ابداً. معلمتي لطالما نفد الأب لابنه كل رغباته سوى مرة واحدة، بعدما دوى إنفجار قرب مدرسته، صرخ الإبن : أبي...أريد معلمي. انفجار صرخت جزعة حين أخبرتها ابنتها أن خطيبها انفجر اليوم : يالهي ما حالته.. بأي مستشفى هو؟ يا أمي انفجر حباً حين قلت له أحبك. قبور أراد أن يرسم بيته، تنفس أشلاء أطفاله، فرسم قبورهم، كان الإنفجار كبيراً. حنين كانت خطواتها تأخذها نحو القمامة ذون أن تشعر لتدور بها ساعات وساعات... لم تكن منتبهة حتى إلى بشاعة الرائحة والقمامة وقذارة المكان.. كانت تحاول أن تشم رائحة حبيبها في هذا المكان تناثرت اشلائه بانفجار لعين. هي كأن المرأة التي رآها في الدائرة هذا اليوم تشبهها.....سارع إلى هندمة نفسه قدر استطاعته ليقابلها، لم تكن إلا موظفة جديدة لكنه يسألها بإصرار، هل أنت هي.... كان على أصدقائه أن يسألوها بدلاً عنه لأنهم يرونه يصر على هذا السؤال حتى بعد أن ضعف بصره. أما(هي) فكانت زوجته التي رحلت بانفجار قديم .. ينتظرها أن تعود نصف أمنية امنيته أن يموت ويدفن هنا.. تحققت نصف أمنية.. مازالوا يبحثون عن جثته. |