حاوره: عزيز البزوني/ البصرة
أدهام نمر حريز من مواليد مدينة بغداد عام 1974م, بكالوريوس هندسة تقنيات التبريد و التكييف,لفات لديه العديد من الإصدارات في مجال الشعر والرواية والقصة القصيرة منها للحياة كلمات ( مجموعه شعرية ), أحاسيس ناعمة ( مجموعه شعرية (,دفءٌ الحروف( مجموعه شعرية ), تُغوينِي ظلالك( مجموعة شعرية - ( رواية (( فَخامة الحروب )) لم تطبع بعد , دواوين مشتركة مع عدد من ابرز الشعراء و القاصين العراقيين و العرب , التقينا به فكان هذا الحوار معه: *تحمل شهادة أكاديمية في مجال تقنيات هندسة التبريد والتكييف ,ولكن مجالك الرحب هو الشعر و القصة لماذا برأيك الأديب العراقي يحصل على شهادة أكاديمية خارج أسوار اشتغالاته الثقافية؟ - العلم و الثقافة يشتركان بصفة واحدة , وهي ما يصب في معرفة الإنسان و سلوكه , ورصيده الكمي المعرفي , ولا يقتصران فقط على الشهادة الأكاديمية او الصفة العلمية التي يحملها او اللقب العلمي أو العملي الخاص به . ولهذا كانت الثقافة بجميع أجناسها من أدب و شعر و قصة و رواية هي مكملة لمعرفة الإنسان و نبوغه الفكري, ولا تتعارض ابدا مع اختصاصه المهني أو العملي أو الشهادة التي حصل عليها من خلال دراسته الأكاديمية. وعلى العموم اننا لا نزال في مجتمعنا ننظر الى الأدب أنه هواية أخرى مضافة لما يتقنه الفرد و يفعله . * بروز سمة أصبحت ملازمة لقصيدة النثر وهي (الغموض) ولماذا أضحت هذه الظاهرة عادة يتبعها شعراء النثر؟وما السبب في ذلك؟وما علاقتها باللغة والحداثة والثقافة؟ - الشعر بصورة عامة , هو رسم صور فكرية في ذهن المتلقي أو القارئ , بصورة لغوية إبداعية خلاقة وخارجة عن مألوف الكلمات التقريرية و الخطابية , ولذلك تتطلب قصيدة النثر وجود رصيد معرفي و ثقافي و قدرة تعبيرية كبيرة , و القدرة على الإيحاء و التصوير الدقيق ووجود فسحة من التأويل الذي يحيطه الشاعر بصبغة من الغموض , حتى يضيف على قصيدته رونق خاص يشد المتلقي اليها. ولكن الإسراف في الغموض و أحاطته بالألغاز و الطلاسم و الكلمات المبهمة التي لا تدل على شيء في التركيب اللغوي للقصيدة تحت ذريعة الرمزية هو إسفاف و تشويه للقصيدة . *هل ظهرت قصيدة عمودية بروح نثرية ؟ أو العكس؟ او هل يمكن ذلك ؟فان امكن او كان،ما قيمة الشكل بعد ذلك،ليصبح أساساً للتصنيف المثار؟ - يختلف البناء اللغوي و الفني في القصيدة العمودية تماما عن بقية الأنواع الأخرى ,وهي تقريبا تعتمد على أطار ثابت لا تخرج عنه , من بحر و صدر و عجز . أما قصيدة النثر فهي الخروج عن كل ما هو مألوف ولا نقصد هنا القواعد اللغوية و النحوية لأنها ثابتة , وهي سلامة اللغة أداة الشاعر لمخاطبة جمهوره , فبتالي خروج قصيدة عمودية بروح النثر يعني كعملية استنساخ هجين لا يلبث أن يعيش طويلا . وكذلك الحال بالنسبة لقصيدة النثر , فأجمل ما فيها هي حريتها المطلقة , وان وضعها بإطار ثابت هو قتل لها . * ( كن عراقيّاً لتصبحَ شاعراً) من هذه المقولة وانطلاقاً من دلالاتها فإنَّ الموهبة والبيئة الجغرافية والاجتماعية تلعبان دوراً بارزاً في ولادة الشّاعر؟ - لا شك في ذلك ابدا , أن البيئة تلعب دورا كبيرا في التأثير بالشاعر بشكل او بأخر و تعزيز مدركاته و تعبيراته , وهي أيضا تكون دافع أساسي له في الإبداع و الإلهام .فعلى ضفاف الأنهار و شواطئ البحار و قمم الجبال كان الإنسان يستلهم حضارته و كلماته .مثلما كان نهر دجلة و الفرات منبع الحضارة و الحرف , فلقد أسهما أيضا في التأثير على قريحة العراقيين ومنذ قديم الزمان . وكذلك وجود المعاناة الاجتماعية أو الحوادث التاريخية المهمة و الكبيرة , و الظروف السياسية التي يمر بها . كل ذلك ساهم في وجود و بروز الكثير من العمالقة و المتميزين و المبدعين في كل مجالات الأدب و الثقافة . *حدثنا عن إصداراتك الشعرية من ناحية الفكرة و التأليف واختيار العنوان وهل للعنوان أهمية لديك ومالذي يختلف احدهما عن الأخر؟هل أنصفك النقاد؟ - صدر لي أربعة مجاميع شعرية بعناوين ( كلمات للحياة)-2013 , أحاسيس ناعمة -2014, دفء الحروف-2015 , تغويني ظلالك-2015 ) وكان المفروض ان يصدر لي مجموعة نصوص نثرية بعنوان ( بعض الهموم لا تستحق ان تسكن رأسي-2016) لكن مكتب الطبع و التوزيع تأخر كثيرا في إنجازه . وصدر لي مجموعة قصصية واحدة ( أوراق من أغصان الحياة -2016 ) رواية غير مطبوعة بعنوان ( فخامة الحروب-2014 ) العنوان عتبة النصوص مدخل قراءته الأول , فهو اول كلمة تقع عليها عين القارئ او تسمعها اذن المتلقي , وبالتالي هي المفتاح الرئيسي و الجاذب الفعلي . طبعا اختيار العنوان ليس بالأمر السهل , هناك نصوص يبنيها العنوان بينما هناك عنوان يبني نصوص , يعني النص يكون ثيمة أساسية في العمل وهو دال عليه و على مضمونه. كتب عني نقاد عرب ( أحمد الشيخاوي ) , و عراقيين ( عدي العبادي , عمر ئاوراه , يوسف عبود جويعيد ) , ولكن بالحقيقة لم اشعر أني لم أخذ الفرصة الكافية لتسليط الضوء على نصوصي او تعريف القارئ العراقي بكتاباتي , وهذا التقصير لست سببا فيه . كلنا يعرف اننا نعاني من ازمة حقيقية في النقد و النقاد , فدور الناقد دور أساسي ومهم , لا يقتصر فقط في التشخيص و التوصيف بل هو عمل تعريفي أيضا . * مالفكرة التي تحملها رواية فخامة الحروب؟ - تدور أحداث رواية فخامة الحروب لفترة زمانية و مكانية عاشها العراقيون جميعا , فلو قرائها أي شخص سيحس انه البطل الحقيقي للرواية , مع وجود شخصيات أخرى و إحداث تصور و توثق , على العموم لا اريد ان افسد متعة الغوص في الإحداث و اكتشافها , واترك للقارئ اكتشافها بنفسه , حال صدورها ان شاء الله . |
العراق - بغداد - عنوان المستقبل