احمد اللاوندي 

“القارئ والعلامات لذة النص/العرض والمتلقّي المستكشف” مولود جديد يضاف للساحة النقدية المسرحية للناقد المسرحي ياسين سليماني عن دار النشر السورية الكتاب من تقديم سامر أنور الشمالي ضم خمس  أبواب تخللتها دراسات نقدية لنصوص وعروض مسرحية حديثة .

الكتاب  وكغيره من أعمال المؤلف ،وكما يقول سامر أنور الشمالي في تقديمه للكتاب “ورغم ما يعانيه الوطن العربي من مشكلات التردي الثقافي وتأثيراته ألسلبية لاسيما في ظل الأزمات والحروب في السنوات الأخيرة، يقدم الكاتب والباحث (ياسين سليماني) بحوثا شاملة وعميقة، تستقصي وتحلل أحوال المسرح وأوضاعه، وتشرح واقعه، وتدرس آفاقه، عبر لغة منضبطة، وأسلوب سلس ومنهج موضوعي، مدعما بثقافة ملفتة، وإطلاع موسع على الموضوعات التي يشتغل عليها”.

الكتاب وكما أسلفنا يلقي الضوء على تلقي العمل الفني المسرحي جاء على تسلسل منطقي عبر أبواب الكتاب حيث جاء الباب الأول بعنوان “ الظاهرة المسرحية عند رولان بارت: مقاربة أولية لآليات الرؤية البارتية للمسرح” وفيه عرج الكاتب عن جهود رولان بارت للتنظير للمسرح سواء في مايخص النص والعرض والجمهور 

أما الباب الثاني فعنون ب”  المسرح أفقا للتجربة ألإنسانية قراءة في إشكاليات التجربة المسرحية عند أحمد رضا حوحو البنائية والمضمونية”وفيه تطرق المؤلف إلى تقصي  تجربة “ أحمد رضا حوحو” المسرحية ومجمل الإشكالات التي تطرحها. وهي في أساسها تتموضع في سياقين أساسيين، وهما  الشكل ونعني به المسرح من جهة البناء ( الاقتباس، اللغة المسرحية، الإرشادات) والجانب الآخر المضمونية والإشكالات التي تحفّز الناقد على تفكيك مدلولاتها.

“جماليات النص المسرحي الموجه للطفل: مقاربة نقدية في مضامين مختارة” هو عنوان الباب الثالث الذي جاء في صفحات كتاب “ القارئ والعلامات لذة النص/العرض والمتلقّي المستكشف” هذا الباب الذي تحدث فيه ياسين سليماني عن خصائص النص المسرحي الموجه للطفل داعما الدراسة بنصوص تطبيقية ،حيث تم اختيار ثلاثة نصوص جديدة قُدّمت خلال السنتين الماضيتين وهي “جحا ديجيتال” لـ”كنزة مباركي” و”أجنحة نمولة” ليوسف بعلوج و”مملكة الهوايات” لنور الدين كحيل. ويعود اختيار هذه النصوص بالضبط تأكيدا على أحقية مجموعة كبيرة من المبدعين الشباب في البحث النقدي والمقاربات المسائلة لنتاجاتهم بعيدا عن تكرار الأسماء المتداولة نقديا والمكرسة بحثيا من جهة ومن جهة أخرى قيمة هذه المسرحيات التي تؤسس لنفسها كأعمال لها مزاياها الجمالية التي تستحق الاستقراء والانتباه في ظل شح حقيقي للبحث النقدي في المسرح .

 وتحت الباب الرابع اختار البحث ثلاثة نصوص مسرحية كانت جميعها فائزة بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح، حيث درس  مسرحية “هدية العصفور” لجليل خزعل من العراق، الفائز في دورة 2013، ومسرحية “مملكة النحل” لعماد الشنفري من عُمان الفائز في دورة 2014 ومسرحية “ماهر والدكتور لوز” لجيهان فيصل الفائزة في دورة 2015 وعنون الباب ب” مسرح الطفل والفاعلية السوسيولوجية ضمن رهانات القرن 21” 

وختم الكتاب ابوابه الخمسة ب” الخيال العلمي من الأدب والسينما إلى مسرح الطفل: نماذج تحليلية” حيث عرج فيه الكاتب بالحديث عن الخيال العلمي ومجارات المسرح له حيث أن  “الخيال العلمي” كمفردة فنية هامة تجلت في العديد من الأعمال الإبداعية. وهي إن كانت في الغالب روائية أو قصصية، وفي الكثير منها سينمائية، إلاّ أنّ المسرح أيضا لم يعدم أن كتب فيه العديد من المؤلفين أعمالا هامة. مع ما يـــــــبدو من خلط واضح بين الخيال والخيال العلمي عند البعض منهم. ولعلّ كتابات عديدة ونماذج لامعة ظــــهرت في العالم بهذا الصدد، كما وُجدت بعض النصوص والعروض المقدمة في العالم العربي تنحو هذا المنحى .