سعدون شفيق سعيد با لامس وحينما كنا نمتطي خشبة المسرح كان الخوف يعترينا من ذلك (المخبر السري ) الذي يترقب بنا الفرص كي يضع بنا خلف القضبان ..والحقيقة ان مثل ذلك الخوف كان يعترينا طوال ايام العرض المسرحي .. ولطالما كانت مثل تلك الاعمال تؤدي بنا الى التوقيف لايام قصار او طوال ..وحسب تقارير ( المخبر السري ). وكمثال على ذلك اننا كنا عند عرض مسرحي اجتماعي وليس بالعرض السياسي ..وحينما ظهراحد الممثلين على المسرح وهو يحمل بيده (دفتر ا غلافه احمر) تدخل رجال الامن واوقفوا عرض تلك المسرحية لان (اللون الاحمر) في ذلك الوقت يعني الدعوة للحزب الشيوعي الذي كان في ذلك الوقت (صوفته حمره)!! تلك واحدة ..والثانية اننا وحينما كنا نشاهد مسرحية ( اللص والشرطي ) في قاعة الشعب ببغداد قام الممثل القرغولي والذي يؤدي دور( اللص) بفتح القفص واطلاق العصفور من داخله للخارج ..بعد ان قام الشرطي بالقاء القبض عليه .. والحقيقة ان تلك الاشارة الرمزية التي جسدتها المسرحية قد جعلت من الجمهور المشاهد لحظتها ان يقوم بتظاهرة عارمة من داخل قاعة الشعب ولتمتد الى الشارع وهو يهتف للحرية وضد العهد الملكي البائد !! والذي يحدث اليوم ان الكثير من المسرحيات التي تقدم خلال هذه الفترة تنهج ذات النهج حيث تلجأ الى الرمزية وصولا للحالات التي يمر بها البلد .. ومنها على سبيل المثال ماقدمته مسرحية ( انا رأسي) التي تعالج صراع الانسان مع اليأس من الوضع المعاش وبشكل رمزي ومونودرامي ..والمسرحية من تأليف لؤي زهرة وإخراج عباس شهاب ويبقى القول : ان مسرحية انا راسي نص مسرحي جديد قدم لنا رسالة رمزية فلسفية لتعرية الواقع وتعرية المجتمع .. الى جانب كشف الوان المعاناة الانسانية ..وقد نجح الجميع من خلال تكاتفهم مع (الضوء ) و( الاظلام ) في تجسيد كل ذلك الصراع مع اليأس وبإمكانيات متواضعة تستحق الثناء والتقدير والاحترام. |