ناهد السيد مخاوف ، آلام ،أمنيات، مشاحنات العمل، مطاردات الديّانه،أحلام ثقيلة، فواتيرو أقساط، آمال عريضة وسميكة ومستحيلة.. كل هذا وأكثر تلقى بهم كل ليله في حضن وسادة هشة مرنه تنغرس بها رأسك لتخلد الى راحة مؤقتة، قد تستغرق ثماني ساعات، هي عدد ساعات الراحه التى أقرها العلماء ليعيد الجسد بناء انسجته وخلاياه، ويعيد شحن الأجهزة في سكون تام وسلام روحاني . سلام لابد أن تحسد نفسك عليه، فأنت الآن قادر على منح عقلك فرصه للاستلقاء وجسدك للاسترخاء تستطيع أن (تتقلب )على الجانبين،وهذه نعم لو تدركون عظيمه، يكفى أنك قادر على اجفال عينيك، قادر أن تصم آذانك عن سماع صوت أفكارك اللئيمة التى تنتظر أن تختلى بك وتبدأ فى تشغيل (خلاط) مختلط المكونات في دماغك ،فتجلب بعضا من وسوساتك ،والمزيد من تخوفاتك ،وعشرات القطرات من بهارات همومك بالإضافة الى خططك للغد الذي قد لاتدركه ،اذا لم يفصل هذا الخلاط في راسك ،ولم تستطع النوم لعدة ايام ،عندئذ تظهر عليك علامات الجنون والشحوب والتناسي والمبالغة والكسل والتراخي ومن ثم تبرز علامات الفشل .. هكذا يصبح النوم سكنا لنا وهنيئا لمن ينااااام ،ومن يعرف كيف يستلقى تاركا كل همومه على الوسادة التي تجاوره تظل تراقبه طوال نومه منتظرة أن تعيد كارتها معه في ألصباح لكنه بفضل نومه يصحو مشحونا بالأمل متجددا ،فيقبل ما يقبله منها ويرفض الباقي،ويصبح قادرا على مهاجمتها وإيجاد حلول لها لتستقيم حياته النهاريه ..هكذا ادركت نعمه النوم كلما هاجمنى الألم توعدته واحتميت بالنوم منه استجديه لكى يرحم ضعفى وقله حيلتى، ويتركنى أحصل على أنفاس منتظمة ، ونبض نظيف ،خاصة وأن على تحمل الألم بدون مسكنات تشكل خطرا على، فكان لابد من الصمت ،ووأد التأوهات والنهنه واستجداء حكمة الرب في فضل النوم على البشر جمعاء ،وتعلمت ترويض الألم وتجاهله بعد صراعات طويلة ،فهنيئا لمن يستطيع النوم ويدرك أنه نعمه وفضل من الله ،ومهما كان فهو تدريب مصغر على الراحه الأبديه، أنه نصف موت يأخذك لعالم آخر أنت وحدك من يرسمه، يأتيك في الصورة التى تبغاها، إما حلم أو كابوس وفي كل ألحالات يكفيك انك قادر على النوم، تلك الراحة الصغرى التي منحنا الله إياها لتجدد أملك في الحياه ،فهنيئا لنا بهذه ألنعمه وأما بنعمه ربك فحدث». |