المستقبل العراقي / عادل اللامي
اصدرت المحكمة الاتحادية العليا امراً بايقاف الاستفتاء المرتقب على استقلال اقليم كردستان في 25 ايلول الجاري، فيما قال الجيش التركي إن القوات المسلحة بدأت مناورات عسكرية على الحدود مع العراق، رداً على استفتاء الانفصال الكردي. وقد اصدرت المحكمة الاتحادية العليا، اعلى سلطة قضائية في البلاد، امرا بايقاف الاستفتاء المرتقب على استقلال اقليم كردستان. وتقدم عدد من النواب والسياسيين العراقيين بطلبات لدى المحكمة الاتحادية العليا للبت بعدم دستورية قرار رئيس اقليم كردستان اجراء استفتاء لغرض اعلان استقلال الاقليم. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن العبادي قدم طلباً رسمياً تعليق خطط إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان. وقال مكتبه في بيان إن المحكمة الاتحادية العليا وافقت على طلب العبادي «بشأن عدم دستورية إجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق». وقال اياس الساموك، مدير المكتب الاعلامي للمحكمة الاتحادية العليا في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، أنه «بعد المداولة ولتوفر الشروط الشكلية القانونية في الطلبات، اصدرت امراً ولائياً بايقاف اجراءات الاستفتاء المنوي اجراؤه في 25 ايلول لحين حسم الدعاوى المقامة بعدم دستورية القرار المذكور». بدوره، قال الجيش التركي في بيان إن القوات المسلحة بدأت مناورات عسكرية على الحدود مع العراق قبل أسبوع من استفتاء على استقلال أكراد العراق طالبت أنقرة بإلغائه. وحثت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا وقوى غربية أخرى إقليم كردستان العراق على إلغاء الاستفتاء معبرة عن قلقها من أن يؤدي لزيادة التوترات وصرف الانتباه عن الحرب على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا. وقال الجيش التركي في البيان إن عملياته التي تستهدف الجماعات المتشددة في منطقة الحدود مع العراق ستستمر في نفس الوقت مع المناورات. ويعمل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون على وضع مبادرة مشتركة للرد على الاستفتاء المرتقب في اقليم كردستان. ونقلت صحيفة Haberturk التركية عن مصادر دبلوماسية رفيعة امس الاثنين، أن أردوغان يعتزم أن يبحث مع ماكرون هذا الموضوع بالتفصيل الثلاثاء على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليخرجا بخطة عمل على ثلاث مراحل. وأضافت الصحيفة أن مضمون إجراءات الاستجابة التركية سيحدده مجلس الأمن الوطني التركي خلال جلسته في 22 أيلول الجاري، إلا أن أردوغان ينوي أن يقترح لباريس، كخطوة أولى، إطلاق نداء مشترك إلى أربيل بالتخلي عن إجراء الاستفتاء. وفي المرحلة الثانية، إذا لم تستجب القيادة الكوردية للنداء، فستقوم تركيا وفرنسا بوساطة بين أربيل وبغداد في المسائل المتعلقة بتحقيق الحقوق الدستورية لشعب كردستان العراق ومصير المناطق المتنازع عليها مثل كركوك، على أساس خريطة طريق سيعملان على وضعها. وإذا رفضت أربيل إلغاء التصويت، فإن تركيا تقترح على باريس فرض عدد من العقوبات على اقليم كردستان، ضمن المرحلة الثالثة من الخطة. وتصر أنقرة على أن تكون إجراءات الاستجابة من قبل الطرفين مشابهة أو حتى مماثلة لبعضها. وترى أنقرة أن هذه المبادرة يمكن أن تتجاوز الإطار الثنائي، لتضم أية دولة ترغب في التأثير على قضية الاستفتاء الكردي.
|