بغداد / المستقبل العراقي
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، من طهران إن «العراق وإيران وتركيا ستطبق المزيد من الإجراءات المشددة ضد إقليم كردستان العراق» عقب إجرائه استفتاء للانفصال، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «على المسؤولين في الإقليم التراجع عن سياساتهم». وأكد أردوغان، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مغلق مع نظيره الإيراني، أن «هناك إجماعا دوليا، باستثناء إسرائيل، على رفض انفصال كردستان العراق»، متسائلا: «ما هذا الاستفتاء الذي لا تعترف به دولة في العالم سوى إسرائيل؟ عندما يصدر هكذا قرار عقب التباحث مع الموساد.. فلا سند قانوني له».وأضاف «أعتقد أن إدارة إقليم شمال العراق سيكون مصيرها العزلة، وتصميم تركيا وإيران على موقفهما (الموحد) في هذا الشأن واضح، ومن الآن فصاعدا، فإن الحكومة المركزية العراقية هي التي نتحاور معها». وأشار الرئيس التركي إلى وجود «آلية ثلاثية» في سورية، تضم تركيا وإيران وروسيا، تعمل في إطار محادثات أستانة، وتولي اهتماماً بالغاً بإنشاء مناطق خفض التوتر في هذا البلد. أكد على فاعلية التحركات الإيرانية الروسية التركية، واصفا قرار مناطق خفض التوتر في اجتماعات أستانة بـ»الهام»، ومؤكدا على أن «العمل سيستمر لمكافحة المجموعات الإرهابية، من قبيل «داعش» و»النصرة»، وهو ما يعني بالنتيجة إنقاذ المدنيين المظلومين في هذا البلد». من جهته، قال روحاني «إننا لا نريد الضغط على سكان كردستان العراق، لكن على المسؤولين في الإقليم التراجع عن سياساتهم»، موضحا أن «طهران وأنقرة وبغداد مضطرة لاتخاذ خطوات جدية لتحقيق استقرار المنطقة». وتابع روحاني أن «الحرب على الإرهاب هدف إيراني تركي، ولا فرق بين إرهاب داعش والنصرة وحزب العمال الكردستاني»، وذكر أن «طهران وأنقرة تدركان تماما حقيقة المؤامرات التي يحيكها الغرباء، لكنهما لا تقبلا تقسيم العراق أو سورية، ولا أي دولة في المنطقة، ولن تقبلا تغيير ملامحها الجغرافية».وشدد الرئيس الإيراني على أن البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسورية لتهدئة التوتر في المنطقة، وقال «نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط... استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية، وتعارضها أنقرة وطهران». ونالت سورية حصة من المباحثات الإيرانية التركية أيضا، إذ أكد روحاني على أن التنسيق بين تركيا وروسيا وإيران سيستمر خلال الفترة القادمة، مقابل تنسيق ثلاثي أخر تركي إيراني عراقي يخص إقليم كردستان العراق. وكان الرئيس الإيراني قد استقبل نظيره التركي وسط مراسم رسمية أقيمت في قصر الرئاسة بالعاصمة طهران. وشارك في مراسم الاستقبال من الجانب التركي وزراء الخارجية مولود جاووش أوغلو، والاقتصاد نهاد روحاني، والطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيراق، والجمارك والتجارة بولنت توفكجي، والداخلية سليمان صويلو، والثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والدفاع نور الدين جانكلي. كما شارك في المراسم رئيس هيئة الأركان التركية الفريق أول خلوصي أكار، ومستشار جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، والسفير التركي في طهران رضا هاكان تكين. |