المستقبل العراقي / نهاد فالح

ترأس وزير التجارة وكالة سلمان الجميلي الاجتماع الاول للمجلس التنسيقي بين جمهورية العراق والمملكة العربية السعودية بحضور الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق ووكلاء الوزارات وممثلي الجهات غير المرتبطة بوزارة وممثلي القطاع الخاص، فضلا عن المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء كاظم الحسني.

 واكد الجميلي، الذي يترأس المجلس  خلال الاجتماع، ان المكانة الدولية التي يحظى بها العراق فتحت افاقا واسعة للتعاون مع الدول الاخرى لاسيما دول المنطقة ومنها دول الخليج العربي والسعودية على وجه التحديد، لافتاً إلى ان العلاقات العراقية – السعودية شهدت تحولاً كبيراً جداً تكلل بزيارة رئيس الوزراء إلى الرياض وما تبع تلك الزيارة من زيارات متبادلة بين الجانبين تمثلت بزيارة وزيري الخارجية والتجارة السعوديين لبغداد ولاول مرة بعد قطيعة دامت اكثر من ربع قرن، اكدت وجود ارادة لتفعيل وتطوير العلاقات بين البلدين.

وقال الجميلي ان مثل هذه العلاقات تمثل اهمية كبير للعراق في ظل صراع دولي واقليمي محتدم، وقال أيضاً ان وجود منظمومة من العلاقات مدعومة بمصالح مشتركة فان ذلك ينعكس ايجابيا على استقرار البلد واستقرار المنطقة عموما. 

واضاف الجميلي، «بعد زيارة رئيس الوزراء إلى الرياض كان هناك قرار بتشكيل مجلس تنسيقي بين العراق والسعودية، فتم تشكيل المجلس التنسيقي من الجانب العراقي ومن الجانب السعودي تشكل المجلس التنسيقي برئاسة ماجد القصيبي وزير التجارة وعضوية وزراء البيئة والمياه والزراعة والخارجية والطاقة والصناعة والثقافة والاعلام ومساعد وزير الدفاع ونائب وزير الداخلية ونائب وزير الدولة لشؤون الخليج، مما يعطينا فكرة على مدى الاهتمام السعودي بتطوير العلاقات مع العراق في جميع امجالات».

ودعا الجميلي إلى وضع رؤية عراقية لجميع القطاعات التنموية في مسالة التعاون وبيان الفرص المتاحة للاستثمار وتعزيز العلاقة بما يحقق مصلحة البلد.

بدوره، جانبه اشار الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق إلى ان تشكيل مجلس التنسيق العراقي السعودي وبهذا المستوى والعدد من التمثيل العالي انما يعكس ارادة الحكومة واهتمامها على تطوير العلاقة مع المملكة العربية السعودية، داعيا إلى تحديد المسؤوليات ووضع الاولويات وفق جدول زمني محدد، مبينا تقديم الكثير من الرؤى والمقترحات من قبل الجهات العراقية لتطوير العلاقات وفتح المزيد من الفرص الاستثمارية في البلدين.

 وأوضح العلاق ان الاستعدادات تتواصل من قبل العديد من العراقية لعقد المؤتمر الدولي للمانحين الذي ابدت دولة الكويت استعدادها لاستضافته برعاية مشتركة من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي وامير دولة الكويت.. وان من مرتكزات المؤتمر الحث على اعادة الاعمار والحصول على المنح الدولية، والمرتكز الثاني السعي نحو تحقيق المصالحة الاجتماعية والجوانب الانسانية ، فيما سيكون المرتكز الثالث هو الاستثمار. 

من جانبه، تحدث وكيل وزارة الخارجية نزار الخير الله وأشار إلى وجود اهتمام كبير من قبل الجانب السعودي الشقيق لتطوير العلاقات الثنائية مع العراق ووجود جدية كبيرة لدى الاشقاء في السعودية للانفتاح باتجاه العراق لاسباب كثيرة منها ادراكهم حجم السوق العراقي، مبينا ان تشكيل المجلس التنسيقي المشترك  جاء بهدف الخروج من الاطر التقليدية في التعاون الثنائي وان تكون الية اتخاذ القرار اسهل ،.. مشيرا إلى ان  السعودية تمتلك امكانات جيدة في عدد من المجالات يمكن استثمارها في تطوير بيئة العمل العراقية لاسيما في مجال الزراعة والتربية الحيوانية وتحلية المياه ، لذلك فان العلاقات الثنائية ستشهد وتيرة متصاعدة خلال المرحلة المقبلة ، .داعيا إلى مراجعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم السابقة الموقعة بين البلدين للافادة منها في المرحلة الجديدة .. مؤكدا وجود رغبة كبيرة جدا لدى رجال الاعمال السعوديين للاستثمار في العراق مما يتطلب وجود بيئة مناسبة لاسيما في مجال اعادة الاعمار والاستثمارات الزراعية خصوصا وان العراق لديه مساحات واسعة من الارض بالامكان استثمارها ، كاشفا عن وجود رغبة لدى الجانبين في تأهيل المنفذين الحدوديين (جميمة وعرعر) وقد ابدى الجانب السعودي استعداده بتأهيل البنية التحتية للمنافذ وفق اليات يتم الاتفاق عليها بين الجانبين.

من جانب اخر ابدى اعضاء المجلس التنسيقي العراقي – السعودي عددا من الملاحظات والرؤى المهمة التي من شأنها تفعيل وزيادة التعاون بين البلدين، فقد دعا وكيل وزارة التجارة وليد الحلو إلى استثمار انعقاد دورة معرض بغداد الدولي في نهاية هذا الشهر وستكون المشاركة السعودية كبيرة جدا اذ ستشارك اكثر من 60 شركة كبيرة تمثل  مختلف قطاعات الاعمال في المملكة. 

فيما اكد المستشار ااقتصادي لرئيس الوزراء كاظم الحسني على ضرورة ان تكون المصالح المشتركة بين البلدين هي معيار التعاون وطبيعة الاستثمار. 

امام وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد السراج فقد اشار إلى تشكيل وفد يمثل الجامعات العراقية سيقوم بزيارة المملكة السعودية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات الاكاديمية والاطلاع على تجربة جامعة الملك سعود المتخصصة  في النفط والغاز فهي من الجامعات المهمة في العالم، كما سيتم عقد مؤتمرات مشتركة   والعمل على تطوير المكتبات الالكترونية. 

وتحدث كل من رئيس مجلس الاعمال العراقي داود زاير ورئيس اتحاد الصناعات العراقية علي صبيح ، فضلا عن وكلاء عدد من الوزارات وممثليها.