المستقبل العراقي / عادل اللامي

عاد الهدوء الحذر من إلى قضاء طوز خورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين بعد تبادل إطلاق النار الذي أعقب تفجيراً قرب حسينية دده غائب وهجوماً مسلحاً على مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

واندلعت الجمعة قوات البيشمركة والحشد الشعبي التركماني في قضاء طوز خورماتو، بحسب ما ذكره نائب محافظ صلاح الدين محمد عبدالواحد، الذي أوضح أن مجهولين أطلقوا النار أثناء قيام قوات الشرطة بإبطال مفعول عبوة ناسفة مزروعة بالقرب من أحد المساجد في القضاء، فيما أكد الحشد الشعبي أن قوات من البيشمركة هي من أطلقت النار.

وروى الحشد الشعبي تفاصيل الأحداث التي جرت في الطوز، فيما أشار إلى أن هذه الأحداث لم تسفر عن وقوع أية خسائر بشرية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحشد في محور الشمال علي الحسيني، إن «مسلحين تابعين لقوات البيشمركة شنوا، ليلة الجمعة، هجوماً على حسينية دده غائب وسط قضاء طوزخورماتو»، لافتاً إلى أن «قوات حماية الحسينية، وهي مجموعة من الحشد التركماني ردت على المهاجمين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجانبين».

وأضاف الحسيني إن «هذه الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إلا أنها لم تسفر عن وقوع أية خسائر بشرية»، مشيراً إلى أن «قوات الحشد الشعبي تمكنت من تهدئة الأوضاع في القضاء».

يذكر أن قضاء طوز خورماتو شهد في العام الماضي اشتباكات مسلحة بين الحشد الشعبي والبيشمركة تسبب عنها مقتل العشرات، حيث تدخلت الحكومة والأطراف السياسية لوقف تلك الاشتباكات وإعادة الهدوء إلى القضاء.

بدوره، قال المتحدث باسم عصائب أهل الحق نعيم العبودي إن «الاشتباكات بدأت عندما تم استهداف حسينية دده غائب، واستمرت حتى الساعة الخامسة فجرًا، واستعملت فيها قذائف آر بي جي 7 وقذائف الهاون، وإنها أسفرت عن إصابة منتسب واحد في الشرطة المحلية، في حين تم انتشال طفل من تحت الأنقاض، ولا يزال حيًا».

وأوضح العبودي أن من استهدف الحشد التركماني والحسينية بقنابل يديوية هي مجموعة مسلحة تتبع للمدعو كوران جوهر، مشيراً إلى أنها مجموعة متورطة في أعمال عنف وسلب وخطف في البلدة.

لكن رئيس الجبهة التركمانية في قضاء طوز خورماتو هيثم هاشم، قال في مؤتمر صحفي أن اثنين من عناصر الشرطة، قتلا في تبادل لإطلاق النار قرب حسينية «دده غائب» الواقعة في حي الجمهورية وسط قضاء طوز خورماتو.

من جانبه، أشار مسؤول تنظيمات الجبهة التركمانية فرع كركوك محمد سمعان آغا أوغلو إلى أن انفجار قنبلة صوتية قرب مدرسة في حي النور في طوزخورماتو، أعقبته اشتباكات، ما أدى إلى إصابة 4 مواطنين ومقتل طفل.

وأوضح أوغلو بأنه «تمت تهدئة الوضع الآن، والهدوء يسود الوضع في طوزخورماتو مع بقاء إطلاق نار خفيف».

إلى ذلك، أعلن قائممقام قضاء طوزخورماتو شلال عبدول التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة في القضاء لإيقاف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ.

وقال عبدول «كنت على تواصل دائم مع قوات بدر وعصائب أهل الحق وقوات الشهيد الصدر (...) وفي النهاية اتفقنا على إيقاف إطلاق النــار، والآن الوضع الأمني مستتب، وتم إيقاف إطلاق النار».

وأشــار قــــائمــمقام طوزخورماتو إلى إعادة فتح الطريق الرئيس في القضاء، والذي أغلق جراء المواجهات، وعادت الحركة إلى طبيعتها داخل المدينة.

وسرعان ما أبدى رئيس الوزراء حيدر العبادي استغرابه من الضجة المفتعلة حيال تحريك قوات الجيش العراقي لفرض الأمن. وأكد أن لا حرب على «مواطنينا».

وقال العبادي معلقاً على ادعاء بارزاني بتحريك قوات الجيش باتجاه كركوك: «لن نستخدم جيشنا ضد شعبنا أو نخوض حرباً ضد مواطنينا الكرد وغيرهم، ومن واجبنا الحفاظ على وحدة البلد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين والثروة الوطنية». وأضاف «لن نسمح بالعودة إلى المربع الأول وإعادة الخطاب الطائفي والتقسيمي».

ونفى وزير الداخلية، قاسم الأعرجي، وجود أية عمليات عسكرية في قاطع كركوك». وقال «ما جرى يوم الجمعة هو عملية إعادة انتشار للقوات الاتحادية بعد انتهاء تواجد داعش في القاطع وصولًا إلى ما كنا عليه قبل 9 يونيو 2014».

وسلمت قوات بيشمركة كردستان بعض مواقعها جنوب كركوك إلى القوات العراقية الجمعة، حسب اتفاق بين الطرفين، وفق ما قالته مصادر في قوات البيشمركة.