رئيس الوزراء: العراق يمتلك علاقات متميزة مع إيران وأمريكا AlmustakbalPaper.net الرافدين يعلن منح وجبة جديدة من قروض مبادرة «ريادة» AlmustakbalPaper.net المندلاوي يؤكد على أهمية الإسراع في استكمال خطوات تفعيل طريق التنمية AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: العراق يشهد تراجعاً كبيراً بمعدل الجرائم و3 مسارات لعملية حصر السلاح AlmustakbalPaper.net وزير الدفاع: وقعنا عقوداً مع أمريكا في مجال الدفاعات الجوية AlmustakbalPaper.net
محمد عبد الله الخولي: شاعر يهب قلبه للشعر ليزهر قصائد تعانق الوطن
محمد عبد الله الخولي: شاعر يهب قلبه للشعر ليزهر قصائد تعانق الوطن
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
بقلم / الدكتورة أمل محمد الأسدي / بغداد

 إن الشاعر المصري محمد الخولي صوت  شعري مميز جعل القصيدة متشابكة الأغصان ،متحدة الجذور إذ وظف نصوصه لخدمة المجتمع والإحساس بمعاناة الناس ، والاقتراب من حياتهم المليئة بالآهات والأنات، فشعره يولد من رحم الحياة بكل مافيها من حلو ومر ، بكل ما تشعر به الانسانية من حيف وظلم ، وهذا ما جعل صوت الرفض عاليا في بعض نصوصه ، رفضه لكل المعاني السلبية التي تسلخ ملامح الحياة الطبيعية التي ينبغي أن يعيشها الانسان في  دنياه، وربما إجادته للشعر العامي ايضا جاءت عاملا رديفاً أسهم في اتساع مدى تلقي نصوصه وقربها من المتلقي النخبوي وغيره. إن شاعرنا  ومع ما ذكرناه  اهتم بفنية نصوصه وحرص على غايتها الجمالية  ، فالجمال ضالته المنشودة  بغض النظر عن أهدافه  الاجتماعية  التي تغرس جذورها في قلبه وترتوي بدمائه ، فنصوصه الشعرية زاخرة  بلوحاتٍ تصويريةٍ مازجت بين نظريتي الفن للفن والفن للمجتمع. 
يتكأ الشاعر على مورثه اللغوي الذي جعل أسلوبه ممازجاً مابين القرآن الكريم والمعجم الصوفي  وأعلامه، إذ يوظف بعض المفردات الصوفية في نصوصه لتكون معبرة عن حالته الشعورية ولاسيما وهو يتغنى بالمرأة الحبيبة  ويتغزل بها، ويبث شكواه ولوعته ، وأيضا نجد التناص مع القرآن الكريم حاضراً  في أغلب نصوصه إذ يقدمه بصورة فنية رائعة، ومن ذلك :
«زعفران الوصل»
دثَّرْتُ روحي بسُحْب الغيب فامتلأت
أشجارها الخضرُ زيتونًا وأعنابا
وسال من حِدَقِ الرمان أغنيةٌ
تسري بصلصال هذا الجسم عُنَّابا
ناسوتُ قبضته الأولى بنفخته
قد طاب حتى ارتقى بالسر محرابا
أنْ بوركت جذوة النيران في جسدي
فَفُتّحت جنةُ العشاق أبوابا
ثم استوى عرشُ من أهوى على كبدي
فهمت في جذبة الأنوار أحقابا
ولم يزل زعفران الوصل في دمنا
ولم نزل في مروج الحب طلابا
من باء باسم الهوى سطرت قافية
تفجرت من نهود الشعر أطيابا
أشعلت من غابة الزيتون فتنتها
في خلوة الروح نسّاكًا ونسّابا
صليت خمسًا على خمسٍ أمرت بها
أوترت بالحب فوق الطور أوّابا
ولم تزل راحة الصهباء تدهشني 
غرْفًا من الدَّنِّ أقداحًا وأكوابا
الله الله يا مجذوب حضرتها
إياك أن تدخل المحراب مرتابا
على صليب الهوى الحلاج مفترش
أسِرّة الخلد مصلوبا وصلّابا
ممرد صدره الحنّاء صفحته
وينزف العنبر المسفوح منساب
اتمثّلتْ صورةُ المعنى على دمه
اللهَ ينزفُ معشوقًا ووهّابا
صم عنك واسكب على فيروز راحتها
بدرين من لوعة الأشوق قد طابا
دثِّرْ هواك إذا ما ذقت ضمتها
وزمِّل العين أجفانا وأهدابا
خُطَّابَها جمعتْ أرواحَهم بذرت
فاخضرّ سفح الهوى بالحب أقطابا
لكنني ملك الأقطاب غوثهمو
نمْرٌ تخطى حجاب الغيب وثَّابا
أريكة الوصل في أخفى عوالمها
ولم يزل خدرها الحنَّانُ غيَّابا
عشاقها كثر لا عد يحصرهم
لكننا لم نكن في الحب أترابا
مازلت أبحث عن نهدين من عسلٍ
وأرفع الحُجْبَ قمصانًا وأثوابا
وأوقفتني على حد الَّلمى أدبا
لكن قلبي عن العصيان ما تابا
تسيل روحي عقيقا تحت ضحكتها
تنساب في مقلتي التوراة أحزابا
طوّفتُ بالروح نسّاكًا ومعتمرًا
أقبِّل الراحة الخضراء أعتابا
خبأت في حض موج البحر أغنيتي
ولم أزل من ركوب البحر هيّابا
علمت منطق أهل العشق في صغري
وما اتخذت سوي عينيك أربابا
إن النص  أعلاه قد احتوى على   مفردات المعجم الصوفي  ومنها(ناسوت ، جذبة، الأقطاب،خلوة ، مجذوب..)، وهنا يكمن الجمال في قدرة الشاعر على الجمع بين   اتجاه التصوف وبين الاتجاه الحداثوي ، فالنص يفيض بمفردات الطبيعة. ومن ذلك( الزيتون ، الأعناب ، الرمان ، الزعفران ، العنبر،العقيق،العسل..)، فضلا عن تناصه التلقائي الفني مع  القرآن الكريم مما جعل النص ذا ثيمة  إبداعية مغايرة ، وربما تبين مكامن الجمال فيه إذا ما تم تحليله ودراسته أسلوبياً.
إن محنة الانسان  تشغل مساحة كبيرة  في عالم الخولي فهو  يتجرع مرارة الحرمان والجوع ليشارك أخاه الآخر الذي أذله شظف العيش وعرّى جبينه، لترتفع الـ( لا ) رافضة لكل مظاهر الظلم والهوان ، إذ يشير بأحرف شعره الى العلة ، فيلمسها وينكأ الجرح ، ليتصاعد الصراخ كاشفاً عن   مأساة الفقر التي تطحن ابتسامة الانسان وتغتال نبضه،  وهذا النص خير مصداق على ماذكرناه:
هذي البلادُ النهرُ يغسل وجهَها
مطرٌ من الغيم الحليبِ
الآن يملأ صدرَها
حلم ٌيراودها
وقدّ قميصَ عُتمتِها، وفتّح وردَها
مدّتْ أناملَها، 
وأرسلتِ العيونَ الخضرَ
تمسح صفرةَ السّبعِ العجافِ
ولملمت من فوق أرصفة الشتات
ِصغارَها
أطفالُها الجوعى 
على أفواههم تتقافز ُ الأحلامُ،
بضع دقائقٍ تنساب أغنية، 
من الشّبع الرحيمِ
وتنضج الأحلامُ
أرغفةً
بلون المشمشِ القمري
لون أكُفنا السمراءِ
لونِ هتافنا الثوري
لونِ رصاصةٍ صفراءَ
تخترقُ الفضاءَ الحرَ
تفتح كوةً في القلب يسكنها
النّبي
ولم يزلْ أطفالها جوعى
تمنّيهم بخبز الوهم
تمسح دمعةَ الصّبارِ
تعصر صدرها
جفّ الحليبُ
فآل فرعونٍ من العهد القديم
ِتعوّدوا سحق النهودِ المترعاتِ
وأحرقوا التّنورَ، 
واغتصبوا الرغيفَ، وصلّبوا الأطفال
في جذعِ النّخاسةِ
لم يزل موسى بتابوت النبوة
ِصوبَ قصر الملكِ
والثوار بالميدان يصطفون خلف حقيقةٍ
قدسيةٍ
هي رقصةُ الحلاج فوق صليبه،
 وهي استواءُ كرامة ِ الإنسانِ
فوق عروشه، 
هي منطقُ الطير المسبح بالفضا،
 هي شهقة البحر الأخيرة للمدى، 
هي كلُّ هذا الكونِ..،
أغنية ُ السما..،
شلالُ نورٍ قد تشكّل رافضًا
من قول لا..،
هي رِعشةُ الأقلامِ فوق محابرِ التفاح
في زمن الخيانةِ والبلادةِ والقِلى.، 
من أجل أغنية المسيح، 
وما تناثرَ من رذاذِ الروح منسحقًا بأوجاع البلا
سقط اليمامُ الهاشمي على مقاصل كربلا.
وهكذا جعل الشاعر من بلده امرأة متحيرة  عاجزة عن لملمة
شتات اطفالها وسد رمقهم في ظل هذا الظلم ، ويمكن رصد  التناص الجميل مع القرآن الكريم فضلاً عن توظيفه للرموز التأريخية والدينية ففرعون مازال موجودا ومازالت سنته قائمة ، ومازال موسى يبطل السحر بعصاه ، ومازال المسيح أغنية السلام المعذبة ،  والخط الثوري مازال قائما بعد أن عبّد طريقه الإمام الحسين  وأهل بيته في كربلاء. وهكذا حين تكون اللغة سهلة ورقراقة وتكون الصور حداثوية مبتكرة ، ويكون الشاعر قريباً من المتلقي على اختلافاته ، هكذا يؤدي  الشعر دوره في تحريك الواقع الثقافي وإنعاش الذوق ومعالجة الهنات ، وتغذية الروح ، وبعث الجمال في حناياها، هكذا هو الشاعر المصري محمد عبد الله الخولي.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=34531
عدد المشـاهدات 712   تاريخ الإضافـة 16/10/2017 - 19:52   آخـر تحديـث 09/02/2024 - 17:45   رقم المحتـوى 34531
محتـويات مشـابهة
ابورغيف يفتتح احتفالية دار المخطوطات ويشيد بتعاونها مع المؤسسات في العراق والوطن العربي
مسؤول إسرائيلي: فشلنا أمام حماس وحزب الله وسنفشل أمام إيران
وزارة النقل: مشروع التكسي الوطني قيد التنفيذ
المندلاوي والشيخ الخزعلي يؤكدان ضرورة اقرار التشريعات المهمة واستكمال الاستحقاقات الوطنية
الداخلية: البطاقة الوطنية ستكون الأساس في جميع التعاملات

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا