وهو جالس في حقل كروم واسع وسط سهل البقاع ، يتذكر العسكري المتقاعد ميشال عماد أياما خلت كان يزرع فيها الحشيش قبل أن يستبدلها بدوالي العنب الأبيض والأحمر المخصصة لإنتاج النبيذ. يقول : “لم تكن هناك زراعة بديلة تتناسب مع طقسنا وأرضنا.. كما أنت بحاجة إلى التأقلم مع السوق”. بعد الانتهاء من خدمته العسكرية، اتجه عماد في العام 2000 إلى زراعة الحشيش، لكنه اليوم وعلى غرار مئتي شخص آخرين منضوين في إطار “تعاونية هضاب هيليوبوليس، تحول إلى زراعة العنب في منطقة دير الأحمر بسهل البقاع الشمالي. تشتهر مناطق في البقاع الشمالي بزراعة الحشيش رغم أن القانون يحاسب عليها. ويعرف الحشيش اللبناني بـ”نوعيته الجيدة” وقد تحول إنتاجه خلال الحرب الأهلية (1975-1990) إلى صناعة مزدهرة تدرّ الملايين من الدولارات. وبعد الحرب، قامت الدولة اللبنانية بحملات للقضاء على هذه الزراعة، واعدة بزراعات بديلة، الأمر الذي لم يتحقق، حيث لقي مشروع للأمم المتحدة للزراعات البديلة فشلا ذريعا في نهاية القرن الماضي بسبب الفساد ونقص التمويل. |