حين تتفجر انهار الالام من صخور متجمدة في اقاصي الروح هناك حيث يسوق الراعي القطعان الضالة فاصمت.. اصمت ودعني اعب من اواني الحزن الشفيفة في سمت الغربة وابلل ارديتي بالنار و اتوظا نشيج الريح تسوق الغيوم الثقال فوق النواصي الشاردات في الوهاد.. وانتشي كلما مد عصفور منقاره الحجري ليغترف من مغتسل الغيث النازف من الاغصان الراعشة ليتطهر .. اصمت.. اصمت ودعني اعدو تحت اللاشمس وارنو ببله لانتشاء الاشجار بقطرة مطر قبل ان تلبس رداء السواد و تنزلق رويدا في الاديم.. يال اواني الحزن المستطرقة التي وكلما استل راعي نايه في الاصال مهدهدا خرافه .. تنزف عينيك بريقا احمر يتساوق مع حزن نملة فتك المبيد الحشري بمملكتها حتى ليتشرنق نبضك خلايا مملكلتها المسحون في التوحد اللامرئي.. و حتى وان كنت ذئبا تعدو مع القطيع ويداهمك ثغاء ايل فتكت لبوة بوالدته فسيحزنك خواء معدتك فتروح تبلل غشاءها ولو بقطرة من دمه المسفوح .. اصمت .. ففي مدار الحزن تدور اواني الحزن لئلا يتخثر مجد القسوة في اوصال اللاشيء ليفقد الانعتاق كينونته فنعدو ونعدو كما الابل المستنفرة .. يقول ابي : اذا داهمك البكاء فاحرص ان تتموضع عند جذع شجرة وامنحها بركة الحياة.. فللدمع طعم الدم في التغابن يابني . |