المستقبل العراقي / فرح حمادي
أنهت القوات الأمنية، المرحلة الأولى من معركة تحرير القائم غربي الأنبار والتي تعدّ آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، بينما بدأت باستعداداتها لإطلاق مرحلة الحسم، في حين أكد مسؤولون وجود تنسيق عراقي – سوري لحسم المعركة. وأوجز نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس تقدم محاور عمليات راوة والقائم في يومها الثاني، فيما حققت القوات الأمنية تقدماً كبيراً في اليوم الثالث للمعارك. وقال المهندس ان «المحاور الأربعة لتحرير مناطق غرب الأنبار شهدت تقدما في اليوم الثاني للعمليات»، مبينا ان «المحور الرئيس المنطلق من شمال غرب عكاشات حقق تقدما بواقع ٥٠ الى ٦٠ كم». واضاف ان «المحور الثاني من شرق عكاشات تقدم في مناطق جنوب الرمادي باتجاه الرطبة والحدود»، لافتا الى ان «المحور الشمالي والذي ينقسم الى محورين فرعيين باتجاه النهر وسكة القطار وتمت فيهما تحرير ٢٥ كم خلال اليوم الثاني». وتابع المهندس ان «هذه المحاور جميعها ستعمل على مهمتين الاولى تحرير الصحراء غرب الأنبار ومحاصرة القائم بشكل كامل تمهيدا لاقتحامه». وعن اليوم الثالث، قال إعلام الحشد الشعبي ان قوات قيادة عمليات الجزيرة حررت 30 كم جنوب نهر الفرات باتجاه مركز قضاء القائم. واستأنفت قوات الحشد الشعبي والقطعات الأمنية وبإسناد من طيران الجيش العراقي عملياتها لليوم الثالث على التوالي من عمليات تحرير قضاء القائم وراوة لتحقيق اهدافها المرسومة لتحرير مناطق غرب الانبار وصولا الى الحدود العراقية السورية. وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات إنّ «القوات العراقية حققت أهدافها المرسومة للمرحلة الأولى من معركة تحرير القائم»، مبينا أنّ «المرحلة انتهت بشكل كامل، بعد أن وصلت القوات إلى تقاطع بلدة راوة، وتم تطويقها بشكل كامل، كما تقدمت من جهة عكاشات وتم الوصول إلى معمل إسمنت القائم والسيطرة عليه». وأوضح بركات أنّه «يتم حالياً العمل على إعادة ترتيب القطعات العسكرية للبدء بالمرحلة الثانية من المعركة»، مبينا أنّ «المرحلة ستتضمن تطويق القائم ومسك الحدود العراقية – السورية لعدم ترك منفذ للتنظيم قد يرسل تعزيزات من خلاله، ومن ثم تبدأ عملية اقتحام القائم». وأكد أنّ تطويق راوة ومن ثم تطويق القائم سيكون بشكل كامل من دون ترك أي منفذ لداعش للانسحاب منه»، مبينا أنّ «العمليات ستكون بطيئة للحفاظ على أرواح المدنيين في البلدتين، وحفاظا على القوات العسكرية، لتكون المعركة بأقل خسائر ممكنة». وأشار إلى أنّ «قيادة العمليات تواصلت ونسّقت مع الحكومة السورية لتكون القوات السورية على مقربة من الحدود العراقية، لضبطها والسيطرة عليها، كما أنّ القوات العراقية تبذل جهدها لضبط هذا المحور»، مبينا أنّ «هذا التنسيق يأتي ضمن جهود حسم المعركة». من جهته، أكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة، أنّ «القوات العراقية بدأت بوضع خطة المرحلة الثـــــانية لمعركة تحرير القائم حسب المعطيات الميدانية الجديدة»، وقال الضابط إنّ «القوات العراقـــــية تتعامل بـــــهدوء في حسم المعـــــارك، لأنّها تتحرّك وفق خطط محكمة». وأوضح أنّه «بعد انتهاء المرحلة الأولى، بدأت القيادات العسكرية بإجراء التعديلات اللازمة على الخطة العسكرية، والتي تجري عادة حسب المتغيرات الميدانية»، مبينا أنّ «عملية الاقتحام ستكون في غــــضون الأيام القليلة المقبلة، وأنّ الاستعدادات شبه مكتملة وننتـــــظر تحديد ساعة الصفر». وأكد المصدر نفسه أنّ «الدور الكبير سيكون للطيران العراقي، الذي لن يوقف عمليات القصف حتى الانتهاء من التحرير». وتشارك في عمليات القائم صنوف القوات العراقية، والحشد الشعبي والقوات العشائرية، بالتعاون مع الطيران العراقي، الذي يوفر غطاء كاملا للقطعات. وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن الخميس انطلاق عملية تحرير القائم من سيطرة تنظيم «داعش». وتعدّ بلدتا القائم وراوة غرب الأنبار آخر معاقل تنظيم «داعش» في العراق، إذ إنّ القوات العراقية استطاعت تحرير كافة الأراضي العراقية التي سيطر عليها التنظيم منذ حزيران عام 2014. |