فوميو إيواي
الحمد لله أكملت سنتين كاملتين منذ وصولي إلى العراق سفيرا لليابان. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لمراجعة ما حققنا لتعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية وأيضًا بعض التحديات التي تواجه هذه العلاقة الطيبة بين اليابان والعراق. على مدى السنتين، رغم أنها ليست طويلة، تمكنت من القيام بزيارة أربع عشرة محافظة، وأينما زرت شعرت حقًا بمحبة الشعب العراقي لبلدي اليابان وثقتهم بالمنتجات اليابانية. وكنت سعيدًا أن أشهد إنجازات عديدة للدعم الياباني للعراق في زياراتي لمختلف المناطق مثل معمل الأسمدة في خور الزبير ومحطة توليد الطاقة الكهربائية قرب البصرة والجسور في السماوة ومواقع السكن المؤقت للنازحين في كل من ميسان وكربلاء المقدسة ودهوك ومحطة لمياه الشرب في حلبجة وحقل الغراف بالناصرية حيث تعمل شركة يابانية. وخلال السنتين الماضيتين وقعت على اتفاقيات عديدة خاصة بتمويل مشاريع البنى التحتية ليس من القرض الياباني الميسر فحسب بل من خلال آلية التمويل المبتكَرة التي تم الاتفاق عليها بين بلدينا خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طوكيو العام 2013، وتبلغ القيمة الإجمالية لكل هذه التمويلات نحو مليار ونصف المليار دولار أميركي. وطبعاً علاقاتنا الصديقة لا تقتصر على مجال التعاون الاقتصادي أو التعاون التنموي فحسب، وإنما تشمل المجال الأكاديمي والعلمي أيضاً. وبهذا الصدد، يسعدني إبلاغكم بأن الجانبين الياباني والعراقي كانا وما زالا يتعاونان في إقامة ورش العمل الأكاديمي كل عام. وأعتز بمشاركتي في الورشتين اللتين عقدتا مرة في البصرة ومرة أخرى في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة خلال السنتين الماضيتين. لقد أعلن السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي مؤخراً انتهاء عملية تحرير الحويجة، وتكهن بعودة كل شبر من الأراضي العراقية إلى أحضان الوطن الحنين، وأود أن أقدم لأبناء الشعب العراقي فائق التقدير والاحترام، وفي نفس الوقت أدعو الله أن يترحم على الشهداء ويشفي كل الجرحى شفاءً عاجلاً. وكنا نتمنى أن نشهد مرحلة ما بعد داعش مكللة بفرص تجعل مستقبل العراق أكثر إشراقاً من خلال تهيئة الظروف الملائمة لمزيد من الأعمال وخاصة الاستثمارات. ولكن العراق يواجه الآن تحدياً خطيراً. وآمل أن يمضي العراق قدماً بحكمته نحو الاتجاه الصائب كي يصل إلى بر الأمان. باعتقادي أن العراق يتعين عليه تشغيل حلقة إيجابية وهي الحلقة التي تربط ما بين تحسين وضع الأمن والتنمية والتطوير الاقتصادي والاستقرار السياسي. والاستقرار السياسي لن يتحقق إلا بوضع مصلحة الوطن فوق المصالح الأخرى حتى وإن كان فعل ذلك يضر بمصالح شخصية. وختامًا أعدكم أن تستمر اليابان في وقوفها مع العراق جنبًا إلى جنب ما دام هنالك أمل أمام العراق لتعافيه ونهوضه. |