صادق كاظم
مع شروع قواتنا الأمنية بالتقدم صوب مدينتي القائم وراوة تكون الصفحة الأخيرة لإنهاء وجود داعش قد طويت للتخلص من وجود هذا التنظيم الإرهابي البشع الذي ارتكب الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي من سكان المناطق المحتلة تلك . داعش يعيش الآن مرحلة الهزائم والاندحارات الكبيرة والتي تعكسها نتائج الميدان في الجبهتين السورية والعراقية والتي تشهد حاليا عمليات كبيرة وموسعة حاليا لتصفية وجود هذا التنظيم في مناطق الحدود المشتركة،حيث يقيم هذا التنظيم الا رهابي اكبر قواعده في المنطقة وباتت عناصره النخبوية الإجرامية الخطيرة تقيم فيها. خصوصا وانها قد أصبحت الملاذ الأخير لهذه العناصر بعد فقدانها السيطرة على معظم المناطق في العراق وسوريا . معركة تحرير القائم تمثل المعركة الأخيرة والحاسمة لانهاء وجود داعش وتصفية معقله الأخير في العراق . التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين العراقي والسوري وعلى جانبي الحدود في شن هذا الهجوم المشترك من اجل وضع عناصر داعش بين فكي كماشة وإغلاق منافذ الهروب والمناورة امام هذه العناصر الإجرامية وغلق اي منطقة بعد الان يمكن ان تلوذ بها. خصوصا وانها كانت تتبع هذا الاسلوب في السابق من اجل تجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوفها ،اضافة الى وجود فرصة كبيرة لاصطياد المجرم الهارب ابو بكر البغدادي الذي تشير التوقعات الاستخبارية الى اختبائه في مناطق حوض الفرات والتي تجري فيها العمليات المشتركة حاليا. المعطيات الميدانية تشير الى ان قواتنا الامنية البطلة بكافة تشكيلاتها وصنوفها ومسمياتها تمارس ضغطا ميدانيا كبيرا على عناصر التنظيم وتجبرها على الانسحاب من أمامها،حيث تتقدم حاليا وبسرعة كبيرة وصولا الى مدينة القائم التي يتحصن التنظيم الإرهابي بداخلها ويقوم بعمل تحصينات فيها اذ أنها باتت تشكل المعقل الأخير لعناصره. بشن هذه العملية فان تنظيم داعش الارهابي يكون قد خسر اخر مناطق وجوده في العراق ونهاية لعمليات ميدانية قامت بها الحكومة استمرت لاكثر من ثلاثة اعوام شملت تطهير اكثر من 150 ألف كيلو متر مربع ضمت عشرات المدن ومئات القرى والتي اكدت الاقتدار العراقي العظيم ،حين تحولت ارض العراق الى مقبرة لعناصر داعش والذين قتل منهم اكثر من 50 ألف عنصر من بينهم العديد من قيادات الصفين الاول والثاني ،بل ان زعيم التنظيم المجرم البغدادي قد اصبح طريدا وهاربا بانتظار القبض والقضاء عليه لاحقا . حالة الهروب والاختباء التي تلجا اليها هذه العصابات حاليا من اجل الافلات من قبضة قواتنا الامنية تعكس انهيار التنظيم وشعور عناصره ،باليأس والإحباط والخيبة ،اذ لم تعد هناك مكانات وملاذات يمكن ان تختبئ فيها هذه العناصر ،بل ان هذه العناصر باتت ترتدي أزياء النساء من اجل الهروب مما يؤكد حالة الانهيار النفسي الكبير الذي تعيشها هذه العناصر. عمليات تحرير القائم و راوة أنهت فعليا وجود داعش في مناطق غرب العراق وشرق سوريا ،بل وستجعل من ارض العراق خالية ولأول مرة منذ ثلاثة أعوام من هذا التنظيم ومكانا لتحطيمه وزوال وجوده والذي لم يكن سوى تنظيم مشكل من عصابات إجرامية إرهابية امتهنت أعمال السرقة والنهب والقتل واللصوصية والتوحش. حيث الجرائم التي فاقوا بارتكابها أبشع عتاة الإجرام في العالم وعلى طول التاريخ وانه بانتصاره التاريخي المؤزر يثبت مقولة بأنه كان ومازال مقبرة للغزاة الطامعين من على شاكلة لصوص داعش. |