إنزياحات الوهن والكبر في.. في الحزن تشبهني ---------------------------------- يوسف عبود جويعد في النصوص الشعرية في الحزن تشبهني للشاعر حميد الساعدي, يرسم لنا الشاعر ملامح لشخصية تمثل سمات وصفات وطبيعة وطقوس أبيه عندماnbsp بلغ به الكبرعتيةnbsp , وغزته الشيخوخة , وبات يرى الاشياء هرمة حزينة , وصار يشبهه اي الشاعر بعد ان بلغه الكبر ايضاً, وهو يتقدم نحو النهايات , وينتظر وحيداً هذا الكائن الذي سوف يحضر لينقله الى العالم الآخر , ويستخدم في تلك النصوص الشعرية الاستعارة الانزياحية البليغة , من خلال استقدام المفردة التي تنتمي إليها , وتكون بديلاً عن اللغة الاعتيادية , فننتقل مع تلك النصوص الىnbsp كم كبير من الرموز والدلالات والصور المستبدلة , ويظهر ايضاً في تلك النصوص الصوت الشعري المرافق والملازم لحركة بناء هذا النص , وهو لا يعتمدnbsp في ذلك على وحدة الموضوع , وانما يعتمد على المعنى الدلالي العميق داخل النص , ويعطي في ذلك لمخيلته الشعرية الحسية مساحة واسعة وحرة للطواف في البنية النصية , دون ان تكون هناك قيود كما هو شأن القصيدة التي تعتمد الموضوع وحدة بناء تصاعدي , وسرعان ما يزول هذا الاحساس الذي ينتاب المتلقي للوهلة الاولى , وهو يرحل مع تلك النصوص , كونه سيكتشف أن الشاعر عمد الى جعل الحسية الشعرية الغارقة في الانزياحية الاستعارية هي المسار الاحسن لبناء النص , وهنا اود الاشارة ان اللغة الاستعارية هي الحالة الطبيعية للشاعر الذي يجعل من بناء النص رحلة غائرة في عمق المعاني , آخذاً بالحسبان ضرورة انتماء تلك المفردات البليغة الى اصول الشعر وجذوره, وعندما يكون ملتصقاً بالثيمة وجاهداً لاظهارها عبر هذا المسار الشعري , وهو جهد فني صعب ويتطلب حسن ممارسة ووعي وتام وقدرة فائقة ومتقنة لرسم ملامح النص الشعري , دون الاعتماد على وحدة الموضوع , او على الحكاية المضمرة داخل النص , التي تساهم وتساعد وتجعل الشاعر يعتمد عليها في عملية البناء النصي , كما نستشف من خلال تلك النصوص , صوت الشاعر يعتلي صهوة فضاء النص, وكذلك الايقاع الشفيف الحالم الذي يبحر بنا في تلك الامواج المتلاطمة داخل النص وهو يهيء المتلقي , قبل الولوج في تلك النصوص من خلال المستهل القصير, الذي ينتمي الىnbsp المضمون الشامل لمعاني وثيمات هذه النصوص بقليل من الأمل , مازلتُ أغرزُ أظفاري بجدران العتمة وهكذا فأن هذا الشيخ الكهل يرافقه كظله , في هواجسه وتداعيات وانثيالاته الشعرية , ويتضح لنا ذلك جلياً واضحاً من خلال قصيدة شيخوخة وفيها إشارة ذكية وواضحة , بأن الشاعر صار يشبه أبيه كثيراً , عندما لاحت في داخله ملامح الشيخوخة والكبر .nbsp كبرتُ يا أبيnbsp صرتُ عجوزاً مثلكnbsp نظرتكَ الى الطرقاتnbsp بلهفة من ينتظر احداً ماnbsp هي التي تسكنني الآنnbsp لا أنتظر أحداًnbsp الطرقاتnbsp موحشة وقاحلةnbsp واللياليnbsp مليئة بسعال التبغnbsp وحيرة من يقاد الى حتفهnbsp وحدها الباقيةnbsp وهكذا نكتشف أن الشاعر أستطاع أن يؤسس له رؤية شعرية , تتسم بهذا الاحساس الذي صار له خط بياني طاغي لتلك النصوص , وباتت كل الاشياء التي دخلت بناء النصوص تنحى هذا المنحى , ويظهر ذلك اكثر وضوحاً في النص الشعري إنكفاء الذي ينظلق من هذا الهاجس في تداعيات وهواجس الشاعر .nbsp لا مناص من أن اكونnbsp إلا أنا شجرة عتيقةnbsp بجوار حائط متهالكnbsp تتقشر يومياًnbsp لتنكفئnbsp عند المساء .nbsp ونوغل اكثر لنقترب بشكل واضح الى تلك الرؤية الشعرية التي جعلها الشاعر الحس الشعري الطاغي , والمسار المتناغم والمتماسك لتلك النصوص , من خلال النص الشعريnbsp في الحزن تشبهني والذي حملت تلك النصوص عنوانه , وهي بالرغم من عمق الانزياحية وبلاغة اللغة والمعنى فيها , الا أن بنيتها النصية تحيلنا الى هذا الاحساسnbsp أنت صوت الأنينnbsp اندحار المسافاتnbsp في ومضة الياسمينnbsp عليكَ ندوب من القهرnbsp في حلة الساهمينnbsp تطارد وهمكnbsp في العذب من ماءِ بئرnbsp اهالو عليه رماد الفجائعnbsp وهكذا فأن هذا الحزن الذي كان يطرز ملامح ذاك الشيخ الكهل , صار السمة الغالبة في تلك النصوص , وبات الكبر والوهن والضعف والانغلاق مسارها الشعري , الذي يعكس لنا حالة سوف نعيشها ونمر بها مرغمين شئنا ام ابينا . وتكون للاعياد وقع آخر في نفس هذا الكائن اذ أنه لم يعد يراها , كما كان يراها وهو في عنفوان الشباب , انما يراها مضببة كئيبة يملأها هذا الاحساس , في قصيدة أعياد نرى تلك الرؤية الشعرية التي نسجتها مخيلة الشاعر , لتنضم الى هذا المسارnbsp تشتهيك مواقيت حزنيnbsp تغرد فيك المواجعnbsp انسى شجوني لبعض اختصارnbsp واوقد من شعلة العمر بعض اقتباسnbsp تجردَ من عزلةِ الصمت وقتيnbsp أنادي لبعض الهموم أدبري واشيحيnbsp عن الفكرة طرفة عينnbsp فحين انتبهت لفحوى الطفولةnbsp كان اختباري بثقل الزمانnbsp ثم ننتقل للنص الشعري خيط اللعبة الذي هومناجاة للذات داخل الغرفة وسقفها , فتدخل تلك الاشياء ضمن البنية النصية , وتساهم في تأجيج هذا الاحساسnbsp آ خر خيطnbsp يبقى مشدوداًnbsp في سقف الغرفة ِnbsp يتدلى منه الورق الذابلnbsp كعناقيد الخوفnbsp أتعلق فيهnbsp منذ بدايات اللعبةِnbsp هو خيط يمتدnbsp من القلبnbsp لشرفة ليلnbsp يداعب اخيلة الشعرnbsp أن النصوص الشعرية في الحزن تشبهني للشاعر حميد الساعدي , تقدم لنا لغة استعارية انزياحية بليغة المعاني , لنرحل معها في طواف متصل , مع انثيالات الروح التي بلغت الكبر , وباتت ترى كل حولها يكبر معها , في رؤية شعرية عميقة تعتمد على المعاني الاستعارية , اكثر من اعتمادها على وحدة الموضوع المضمر بالحكاية , وقد وفق في جعلها نسق فني متماسك ومتصل . ---------------------------------- ثقافي أضيف بواسـطة : admin التقييـم : 0 عدد المشـاهدات : 1590 مرات التحميـل : 0 تحميـل هذا اليوم : 0 تاريخ الإضافـة : 13/11/2017 - 18:36 آخـر تحديـث : 06/03/2024 - 15:27 التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : http://almustakbalpaper.net/content.php?id=35320 رقم المحتـوى : 35320 ---------------------------------- صحيفة المســتقبل العـراقي AlmustakbalPaper.net