بالطبع، الجميع يخطئ والجميع يُرتكب بحقه أخطاء من قبل الآخرين، فيما ترشدنا لغة الاعتذار التلفظ بكلمة “آسف” في كل مناسبة مهما كانت طبيعة الخطأ، كلمات الاعتذار تدربنا على أن نرددها منذ نعومة أظفارنا ومع تعلمنا للكلام، لكننا لم نتعلم معها لغة الغفران، كيف نغفر ذنباً أو خطأً ارتكبه الآخرون في حقنا وسبب لنا جروحاً عميقة، أو غير في حياتنا ومصائرنا.في مقالها الأخير في مجلة “علم النفس” الأميركية، تؤكد الدكتورة سامانثا بوردمان؛ أستاذة الطب النفسي السريري، في كلية طب وايل كورنيل، تؤكد على أهمية موضوع الغفران وتأثيره على صحتنا النفسية والجسدية.وترى بأن الغفران موضوع أكثر تعقيداً مما قد نعتقد، الغفران في قاموس اللغة يعني إعفاء كلّي أو جزئي من عقوبة زمنية جرّاء اقتراف خطأ أو ذنب ما، التخلي عن حقنا في الاستياء والمطالبة بالتعويض عمّا تكبده الآخر بحقنا من آلام وجروح نفسية، قد لا تلتئم.أما الدراسات العلمية التي تناولت موضوع الغفران، فهي أقل تعقيداً من تعريفه؛ إذ أنها تسلط الضوء على فوائد الغفران على الصحة النفسية للأفراد، فيما أن فوائده للصحة الجسدية لا تعدّ وأهمها إسهامه في خفض ضغط الدم والكوليسترول. |