المستقبل العراقي / فرح حمادي
وصفت العتبة الحسينية، الأربعاء، قضاء سنجار غربي محافظة نينوى، بالمدينة «المنكوبة»، وفيما أشارت إلى أن نسبة الدمار في المدينة تقدر بـ 90%، أكدت أنها سترسل مساعدات عاجلة ومنها النفط الأبيض إلى أهالي القضاء، جاء ذلك في الوقت الذي عثرت فيه القوات الأمنية على مقبرة جديدة تضم رفات ايزديين قتلوا على يد تنظيم «داعش». وقال مسؤول شعبة التبليغ والتعليم الديني، التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية، فاهم الإبراهيمي، إن «وفدا من الشعبة زار قضاء سنجار وأجرى اتفاقات مع المسؤولين في الحكومة المحلية والنازحين على تقديم المساعدات بعد استحصال الموافقات المطلوبة»، مؤكدا «السعي إلى إعمار البيوت التي تم تدميرها خلال الحرب على تنظيم داعش الإرهابي وإعادة النازحين». ونقلت وكالة «السومرية نيوز» عن الإبراهيمي القول «تمت زيارة العوائل المهجرة التي حررت من قيد داعش الإرهابي والاطلاع على ابرز المشاكل والمعوقات»، مؤكداً «وجود العديد من الحالات الإنسانية التي تستدعي الإسراع في تداركها ومنها وجود مدرسة تحتوي على 1200 طالب بمعلمين اثنين فقط، ومستشفى لا يوجد فيها أطباء وممرضين». ولفت إلى ان «الواقع الخدمي في القضاء تحت خط الصفر وتكاد تكون كل مقومات الحياة هناك مفقودة، والجميع يعانون من نقص المياه وباقي الخدمات الآخرى»، واصفا القضاء بأنه مدينة منكوبة، بنسبة دمار تقدر بـ 90%». كما أشار الإبراهيمي إلى «زيارة جبل سنجار حيث توجد 30 الف عائلة من الطائفة الإيزيدية في مخيمات تفتقر إلى كل مقومات الحياة». من جانبهم، وجه الأهالي عبر وفد العتبة الحسينية، «نداءات استغاثة إلى المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني بإغاثتهم وتوفير مستشفى ومراكز صحية»، مؤكدين «حودث حالات وفاة لعدم توفر الخدمات الطبية». وكانت العتبة قد اجرت مؤخرا مفاوضات مع شخصيات حكومية وعشائرية لاعادة النازحين الى قضاء آمرلي شرق صلاح الدين، وفقاً لموقع الأئمة الإثني عشر التابع لقسم الشؤون الدينية. بدورها، عثرت القوات الأمنية العراقية على مقبرة جماعية جديدة غرب مدينة الموصل بشمال البلاد تضم رفات عشرات من أتباع الديانة الأيزيدية الذين قتلوا على يد تنظيم «داعش». وقال مدير ناحية القحطانية التابعة لقضاء سنجار شكر ملحم الياس لوكالة فرانس برس إن «المقبرة تضم رفاة 73 شخصا من النساء والرجال والأطفال الذين أعدمهم التنظيم خلال سيطرته على المنطقة ودفنهم في منطقة رمبوسي» التابعة للناحية. من جهته، لفت قائمقام سنجار محما خليل إلى أن أنه حتى الآن «تم اكتشاف 37 مقبرة جماعية في مناطق متفرقة» من قضاء سنجار منذ استعادته من تنظيم «داعش» في العام 2015 بيد قوات البشمركة الكردية. وفي تشرين الأول، أعلنت السلطات السيطرة على القضاء بعد انسحاب البشمركة منه. وأشار خليل إلى أن «جميع ضحايا المقابر الجماعية هم من المكون الأيزيدي»، منتقدا عدم تقديم الحكومتين الاتحادية والكردستانية أي مساعدة لذوي الضحايا. وتعثر القوات الأمنية باستمرار على مقابر جماعية بعضها يضم أعدادا ضخمة من جثث أشخاص أعدمهم تنظيم «داعش» الذي طرد مؤخرا من آخر بلدة كانت خاضعة له في العراق الذي اجتاحه في العام 2014 وسيطر على ما يقارب ثلث مساحة أراضيه. وقبل نحو عشرة أيام، عثر على مقابر جماعية عدة تضم «ما لا يقل عن 400» جثة بالقرب من الحويجة شمال بغداد التي استعادتها القوات العراقية في بداية تشرين الأول. وفي الرابع من آب 2017 أعلن مسؤولون العثور على مقبرة جماعية أخرى تضم رفات 40 رجلا اعدمهم التنظيم المتطرف «عام 2015 إبان سيطرته على الرمادي». وارتكب التنظيم أعمالا انتقامية مروعة في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته، تضمنت اعدامات جماعية وقطع رؤوس. |