بغداد / المستقبل العراقي
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداده لإجراء اتصالات في المستقبل مع الرئيس السوري بشار الأسد حول مكافحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية. قال أردوغان إن «أبواب السياسة تبقى مفتوحة وأن من غير المناسب القول أبدا بشكل عام»، دون أن ينفي إمكانية إجراء اتصال مستقبلا بالرئيس السوري، بشار الأسد، حول وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. ونقلت تقارير تركية عن أردوغان، قوله عقب قمة سوتشي حول سوريا، ردا على سؤال حول إمكانية الاتصال بالأسد لبحث وحدات حماية الشعب «مهما حدث غدا، كل شيء يعتمد على الظروف. من غير المناسب القول أبدا بشكل عام. أبواب السياسة مفتوحة دائما حتى آخر لحظة». وشدد أردوغان على أن بلاده لم تبادر حتى الآن بأي اتصالات مع الأسد بما في ذلك عبر وسطاء. وأشار إلى أن «الرئيس بوتين يدرك مدى حساسية موضوع وحدات حماية الشعب الكردية بالنسبة لتركيا». وكان رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني وتركيا رجب طيب أردوغان قد أصدروا في قمة سوتشي بيانا مشتركا دعوا فيه لمواصلة عملية تخفيض التصعيد في سوريا التي بدأت في إطار مفاوضات أستانا. وتعتبر السلطات التركية وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ عقود على أراضيها وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. ويقول مراقبون أن دخول تركيا إلى ادلب وعفرين تحت مظلة اتفاق تخفيض التصعيد في سوريا هو في الحقيقة موجه بالأساس لإجهاض المشروع الكردي السوري، ولا سيما بعد قيام الأكراد بخطوات عدة لتثبيت الحكم الذاتي إجراء انتخابات محلية وبدء الترتيب لإجراء أخرى برلمانية في كانون الثاني/ يناير المقبل. ومنذ بداية النزاع في سوريا اصطف أردوغان ضد الرئيس السوري بشار الأسد ودعا في مناسبات عدة إلى الإطاحة به ودعم عسكريا بعض الجماعات المسلحة التي تحارب الأسد في عدة مناطق سورية في بما فيها الجماعات الإرهابية. وكان بعض المراقبين قد توقعوا تغيير موقف أردوغان بشأن الأسد لسبب هام وهو تفضيل الولايات المتحدة وأوروبا للأكراد عندما خيرها الرئيس أردوغان الاختيار بينه وبينهم، وربما أدرك حينها أن الغرب يسعى حثيثا لإقامة الدولة الكردية على طول حدود بلاده الجنوبية مع سورية والعراق وإيران، وأدرك بعدها انه يقف في المعسكر الخطأ، وان وحدة بلاده الترابية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى، ومن قبل الأصدقاء الأميركان، أكثر من الخصوم. |