المستقبل العراقي / عادل اللامي
شهدت بغداد، صباح أمس الأحد، استعراضاً عسكرياً كبيراً في ساحة الاحتفالات الكبرى وسط بغداد احتفالا بالنصر، وفيما استمرت احتفالات العراقيين في الشوارع والساحات العامّة، انهالت التهاني الدولية على العراق بالنصر الكبير الذي حقّقه على تنظيم «داعش». وشارك في الاستعراض العسكري القطعات العسكرية من الجيش بجميع صنوفه والشرطة بجميع تشكيلاتها، اضافة الى الحشد الشعبي بحضور، وتم بحضور رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وجمع غفير من المواطنين وأهالي الشهداء، وممثلي القوى السياسية والنواب ومنظمات المجتمع المدني. وحلّق الطيران العسكري بالمروحيات الصغيرة فوق العاصمة وهو يحمل العلم العراقي بأحجام كبيرة، فيما ظلّ صوت أغاني النصر يصدح في الأزقة والساحات العامّة. بدورهم، احتفل ابناء القوات الامنية والحشد الشعبي امام منزل المرجع الاعلى اية الله العظمى الامام السيد علي السيستاني {دام ظله} بمناسبة اعلان النصر على عصابات داعش الارهابية، معلنين استمرارهم في الدفاع عن الوطن والمقدسات وحفظ دماء العراقيين. وقد احتفل حشد كبير من عناصر القوات الامنية المختلفة، وابناء الحشد الشعبي فضلا عن عدد من المواطنين أمام منزل المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله، في مدينة النجف الاشرف، بمناسبة الانتصار التاريخي الكبير الذي حققه العراقيون على عصابات داعش الارهابية. وتزامن ذلك، مع اعلان الدولة العراقية عن عطلة رسمية بمناسبة النصر العظيم على عصابات داعش الارهابية، وخرج الالف العراقيين محتفلين بانتصار الفتوى المباركة للمرجع الاعلى، والتي صانت البلاد وحررت الارض، وطردت الجماعات التكفيرية الى خارج الحدود، واعادت الامن والاستقرار لربوع البلاد. وبمناسبة إعلان النصر، دعا الرئيس فؤاد معصوم الى المضي قدماً وعلى الفور لإنجاز عودة كريمة لجميع النازحين والبدء بجهود تحقيق مصالحة وطنية ومجتمعية حقيقية وشاملة باعتبارها الضمان الأكيد لحماية وتمتين الوحدة الوطنية. واكد في كلمة له على ضرورة تهيئة الطاقات والدعم الدولي للمباشرة بتنفيذ خطط اعمار المناطق المحررة، ووضع برامج فعالة لرفع مستوى الشرائح الفقيرة في كل البلاد إلى جانب مواصلة مكافحة الأفكار الارهابية والتكفيرية والاقصائية من أي نوع لقطع الطريق على أية عودةِ للارهابِ وجرائمه. ودعا معصوم المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم الشعب العراقي في معركة البناء والاعمار وترسيخ الوحدة الوطنية وتطوير النظام الديمقراطي الاتحادي ومكافحة الفساد وتطبيق الدستور. بدورهما، هنأت بريطانيا والولايات المتحدة بالنصر، فيما تقدمت أيضاً الخارجية السعودية بالتهنئة إلى الحكومة والشعب العراقي بمناسبة إعلان «النصر النهائي» على داعش، كما رحبت الحكومة الاردنية من جانبها بإعلان العراق استعادة أراضيه من التنظيم. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية، عن مصدر مسؤول في الوزارة إعرابه، عن «تهنئة السعودية للعراق حكومة وشعبا بمناسبة تحرير أراضيها من آخر معاقل تنظيم داعش»، مبينا ان المملكة تتطلع إلى ان ينعم العراق وشعبه بالأمن والاستقرار والتقدم والرخاء. من جهة ثانية ثمن وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني، جهود الحكومة العراقية وقواتها المسلحة واجهزتها الامنية والشعب العراقي في تصديهم لتنظيم داعش، مؤكدا وقوف الاردن الى جانب العراق في تصديه للارهاب. وأشار المومني إلى ضرورة تضافر الجهود الاقليمية والدولية من أجل محاربة الارهاب ومعالجة اسبابه من كافة النواحي فكريا وامنيا وتمويلا، موضحا ان «غياب العدالة يشكل بيئة خصبة لاشاعة الفكر المتطرف». |