ذهبتْ تلكَ الصغيرة ذات الإثني عشرَ ربيعاً الى المدرسةُ حيثُ الإمتحان النهائي الأول، بشعرِها الأسود الناعم، و عينيها الواسعتين، و ثوب قصير بلونٍ كأنه السماء عند الغروب. وُضعت إلى يساره وردةً فاتنة بلونِ خدّيها. ذهبت بخطواتٍ مُتراقصة، حتى دخلت المدرسة، بِبسمةٍ ساحرة، تُبادِلها القلوب البسمة قبل الشفاه. أخذت مقعدها بعد أنْ تأخرت بضعُ دقائقٍ حتى وجدته. وضعت أقلامُها جانباً، أبدت جاهزيّتِها للإختبار بصمتٍ ذكي و هدوء حذر. وصلت ورقةُ الاسئلة، بدأت بالإجابة بحنكةٍ و ذكاء، حتى لمْ يبقَ لها سوى سؤالٍ واحد، لكنّ شيئاً ما حصل، أصوات طلقات ناريّة و صُراخ رجال و نساء، يحدث في الشارع المقابل من المدرسة، حيث تسائل أحد الأساتذة عمّا يحصلُ، أجابهُ آخر بعد أن كانَ عائداً لتوّه من الخارج، لقد أحضروا شهيداً آخر، إسمه “فُلان”، سمعت الفتاة بذلك، أصبحت تلك الفتاة الفاتنة ساكنة بلا حراك، فقط الدموع هي من اربكت ذلك السكون، حتى إنّ السؤال المتبقى، كان جوابهُ قليل من الدموع المتساقطة، و كثيرٌ من الألم. |