تقدم مدينة عين دراهم (شمال غرب تونس) من فوق قمم الجبال ووسط الغابات المكسوة بالثلوج، لزائريها صورا تخطف الألباب في فصل الشتاء.
ومع انطلاق ذروة موسم الشتاء تتكدس أكوام من الثلوج على جنبات الطريق الجبلي المتموّج والمؤدي إلى مدينة عين دراهم لتبدو من بعيد مدينة بيضاء، وهي أحد الألقاب اختصت بها عين دراهم. ويعقد سكان المنطقة التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن العاصمة والقريبة من الحدود الجزائرية غربا، مقارنات عفوية بين جمال المشاهد التي تحيط بمدينتهم والقرى الجبلية، والمنتجعات المنتشرة في منطقة الآلب بقلب أوروبا. وتحافظ عين دراهم على قدر كبير من الميزات الطبيعية الفريدة. وأكثر ما يفاخر به السكان هنا الأقوال الخالدة التي ردّدها الشاعر التونسي الشهير أبوالقاسم الشابي عن مدينتهم الجبلية
وفي وسط المدينة تنتصب اليوم لوحة صخرية ضخمة تحمل لافتة رخامية وقد نقشت عليها أجمل أبيات شعر أبوالقاسم “من يأبى ركوب الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر”، وسكان عين دراهم يقدّرون الحياة فوق الجبال التي تحيط بهم على صعوبتها.