رئيس الوزراء: العراق يمتلك علاقات متميزة مع إيران وأمريكا AlmustakbalPaper.net الرافدين يعلن منح وجبة جديدة من قروض مبادرة «ريادة» AlmustakbalPaper.net المندلاوي يؤكد على أهمية الإسراع في استكمال خطوات تفعيل طريق التنمية AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: العراق يشهد تراجعاً كبيراً بمعدل الجرائم و3 مسارات لعملية حصر السلاح AlmustakbalPaper.net وزير الدفاع: وقعنا عقوداً مع أمريكا في مجال الدفاعات الجوية AlmustakbalPaper.net
حـيـاتـي داخـل الـنـص
حـيـاتـي داخـل الـنـص
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
شهد أحمد

بدأتُ حياتي بكوني فراشة. فراشةٌ صغيرة نحاسية، تميلُ أجنحتها إلى اللونِ البرتقالي، تطير وامضةً، من زهرةٍ إلى أخرى، عبر الجبال والتلال والحقول. تنشط نهاراً في الأجواء الربيعية، وفي الليل تجذبها النوافذ المضيئة. وحين جاء الشتاءُ، قررت أن أهاجر لمسافات طويلة، لتمضيته في المناطقِ الدافئة، لكنّ أمي كانت تبكي، لذا أهديتها جناحيّ، وهكذا صرتُ يرقة سوداء شائكة تنمو وتعيش لأسابيع قليلة فقط.
كبرت قليلا، وصرت أملك ذنوبًا لا تناسب عُمري. أحد الذنوب، التي كانت تجعل مني طفلة غريبة: ظني بأن الخير لن ينتصر. وفي كل مرة فضّلتُ فيها الشر على أي شيء آخر، عاقبني أبي بالعقوبة التي أريدها، أحببته حينها، لأني وبفضله أملك رأي الخاص، وإن كان بشأن عقوبتي. فاخترتُ الوقوف على قدمٍ واحدة، لأن الحائط كان باردا وصامتا، ولا ينهار مهما ضغطتُ بيديّ عليه.
بعد سنين قليلة، سافرت للمرة الأولى: انتقلتُ من غرفة والدتي إلى العيشِ مع أختي في الغرفة نفسها. كان أمراً في غايةِ المسؤولية.. صرتُ أملك تختًا وخزانة ونصف مرآة، وأفكاري التي احتفظتُ بها في علب المكياج الفارغة؛ كانت زينتي الوحيدة يا حبيبي.
وحين خبأت ربع طعامي للعصافير، أيقنتُ أنني حزينة، وعرفت لِمَ كانت أمي تُعبر عن حبها لي بصنعِ كعكة، بدلا من الأحضانِ والقبلات.
في هذه المرحلة من حياتي، شاهدت أختي تصلّي، وسمعتها تقول: يا الله اجعل لي بيتًا عندك. لم أكن أعرف مَن يكون الله. لكنها أخبرتني بأنه مَن بعث للعصافير رزقها من الطعام، وأن بيته السماءَ. فأحببتهُ. وفعلت كما تفعل، أخبرته بأنني أريد أن ينهمر الحزنُ عليّ، كما ينهمرُ المطر على الحقول، وأنني أريد عالما ضخما من الحزن، فيه أناس يبكون ولا يفعلون شيئا آخر.
تعلمتُ في المدرسة القراءةَ والكتابةَ والغناء بين الحصص. لقد كبرت فيها كثيرا للحدِ الذي لم تعد فيه أمي صديقتي المُفضلة. صار لدي صديقات ودفاتر خاصة تحملُ أسماء عشاقنا السريين. وقتها أخبرت صديقتي أن تحت السجاد وطنا آمنا للعلاماتِ المتدنية، وأننا لم نأتِ من سوق الأطفال كما أخبرونا، وأن الإنسان أهم مخلوقات الله، على الرغم من غيابه الشديد عنا، أو غيابنا نحن عنه.
كبرتُ ووجدت أسباباً للبكاء أكثر من مشاهدة «ريمي»، كبرت وعلمت أن في الوقت الذي كان عقلي فيه مُغلقا، كان باب السماء مفتوحا، وأنا الآن أهم مواطنة في عالمي الضخم الحزين.
كبرت وبحثت عن الإيمان، الذي ينقلني من حيزِ الفكر المجرد، إلى حيز القلب الذي يحسُ ويشعر، فأحببتُ شاعرًا.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=37906
عدد المشـاهدات 2966   تاريخ الإضافـة 24/01/2018 - 20:57   آخـر تحديـث 18/04/2024 - 02:59   رقم المحتـوى 37906
محتـويات مشـابهة
شملت ابو رغيف والدليمي والحسيني .. تغييـرات كـبـيـرة في مـنـاصـب عليـا بوزارة الداخـلـيـة
إيران عن الاوضاع في العراق ولبنان: مـا يـجـري شـأن داخـلـي
دي خـيـا يـتـسبـب بـأزمـة داخـل مـانشسـتـر يـونـايتـد
الـهـجـمــات عـلـى فـرنـســا: الإرهــاب مــن الــداخـل
الـنـص والـنـقـد

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا