عبد الرحمن الخليفة
الحب: لحظة هيام إلهى اعتصار قلب السماء فى تيه الخفقان دمعة ظمأ تهوى فى برية الحلم تفجر رزاز البسمات إن الحالة التى تحول اللغة إلى شعور.. صورة مجردة له، لكائن أو معنى تمثل أقصى مدى للرؤية المدركة، كذلك القيمة الوجدانية التى تسهم فى تعريف الإنسان خلال معطى وجودى مهم فى سياق تجاوز المعرفة إلى المعايشة الواعية لحيز زمنى فحواه صياغة جمالية تستنطق العقل والشعور الإنسانيين، وهو أمر يحتاج إلى العمق.. الصدق والخلفية المعرفية، إضافة للرؤية من زاوية منصفة.. متجردة ومنفتحة على التعبير عن تلك المشاعر التى من الصعب أن تمضى كتيار واحد فى الوعى، وبهذا تكون تجربة الأديبة مادونا عسكر الكاتبة والشاعرة اللبنانية قد وصلت إلى النضج الكامل عبر رسوخ الإيمان بالمعانى التى تستنطقها وتجسدها مرتبطة بقيمة كلية تمثل غاية الوجود الإنسانى . هذه الأنا المتشحة بك لو تلاشى نبضها فى سلام الأزرق الشاسع العديد من الصور المرتبطة بتجلى الإنسان على فضاء الحقيقة، متحررا من كل نقائصه وشحه الذى تؤطره حاجاته الذاتية، وتشوش نظرته لهذا الوجود الممتد خارج إطارها بما يفوق أى معالجة تعبيرية، فى حدود ماتصل إليه معانى اللغة التى تعجز عن كتابة مدى جمالى تسبح خلاله روح أدركت غايتها، وعلاقتها بمكونات مفتوحة على مدى اتساع معنى الخير والسلام، الذى يمثل نبضا غايته التناغم والإنسجام يتيحان للإنسان التعرف على معطياته الجوهرية بذاته، وعبر محيطه خلال المحبة الخالصة، والتقدير للقيمة الإنسانية التى يحملها. ثم تأمل الجمال الكامن فى زوايا الكون الفسيح، إشراقه بما يمثل لحظة صفاء كونى تحمل وعيا عميقا بالوجود البشرى فى أعلى وأمثل حالاته إطلاقا، بدعوتها الرحيمة للآخر على ذات الفضاء النورانى بما يحمله من مناجاة فلسفية بين المعنى وصانعه الذى يقدم نفسه متلقيا لإلهام توفرت له خلفية معرفية استطاعت احتواءه، وقدرة تحليلية مكنت من تفسيره والتعبير عنه. منذ تسامى السحاب سكنت كلمتك تناهى مداد الروح إلى أصغائى فى هياكل العشق من أهم مايميز الكاتبة والشاعرة مادونا عسكر هي تلك المفردات الموسيقية المنتقاة بشكل يمثل جسرا بين التركيبة اللفظية والوعى الوجدانى أو الشعورى والصورة العقلية الكلية، لدرجة تجعلها تبلغ مداها بشكل مميز وغير مسبوق على الأقل خلال ما التمسته من قراءاتى السابقة، وهى خاصية تجعل من هذا الشعر مرجعا إنسانيا فيما يخص ارتباط النفس البشرية وعلاقاتها فى الحالة الكونية التى هى جزء منها، ويجب إدراكها فى سياقها، مايجعل التقييم والإشارة لمدلولات هذا العمل الكبير الذى قدمته وتقدمه يحتاج إلى وقفات عديدة ومن زوايا مختلفة باتساع المدى الذى وصلت إليه، وهذا مانرجوه من كل المهتمين بأمر الشعر المعاصر إلى تأملها بذات النسق الذى شكلها وفى السياق الذى تنحو نحوه، فهذا هو المدى الذى يساعد فى استكشاف جماليات والتقاط معانى هذه التجربة الشاملة، الممتدة عبر رؤى متداخلة وعميقة. لو اهتدى الموج إلى أحضان السماء وتناثرت النجوم قطرات فى ورع اليم |
العراق - بغداد - عنوان المستقبل