حوار / أحمد الاسدي
أحيانا تأخذه تفاعلات الحياة وتراكماتها وسيكلوجيتها وتغيير مناخها مما تطمح اليه ذاته فيزداد الصراع بداخله , أنه واقعي جدا رغم بعده عن الحركة الواقعية , يحول الارقام الرياضية الى الوان معقده لكنها مفهومه , ليس لديه نقاط خلافية داخل لوحاته , بل هنالك صراع ثنائية أزلية كانت ولازالت وستبقى , ثنائية الذكر والانثى بأبعادها الفكرية والمعرفية والفلسلفية والاجتماعية والسياسية . النهايات في لوحاته مفتوحه على كافة التحولات والمتغيرات , له القدرة على ان يمزج بين خصائص الاسلوب الفني الفردية والمنهج البحثي وان يجد بين هذا وذاك طريقا يحدده بعد تأمل طويل ثم يخرج بهوية واحدة تمثل المنهجين معا بشكل متفرد , أنه الفنان الاكاديمي الدكتور ماجد البيضاني , الذي أجبرته يوما ما ظروف البلد ان يحمل شهاداته والوانه ويهاجر ليرسم هناك في الغربة لوحات كتب عنها انها ( ليست للبيع ) لكنها لعرض قضية وطن راهن أهله الطيبون على بقاءه وانتصاره وديمومة وجوده , وبالفعل عندما استشعر البيضاني ان وطنه بخير , عاد اليه بعدما ترك أثرا طيبا في الحركة الثقافية والادبية هناك . في الكلية التي يدرس طلبته فيها زارته مجلة الشبكة العراقية في جلسة كانت خليطا عجيبا من الحوار بين لغة اللون , ولغة الارقام والحسابات وهي مادته التي يدرسها. *كيف توفق بين الفن والفرشاة والاقتصاد ؟ / أنا خريج دار المعلمين وكان تخرجنا بدرجة معلم عالي , دراستنا كانت تشمل الرياضه وعلوم اخرى كثيرة , وكان الحرص على أعدادنا المختلط هذا يخرجنا بحصيلة أننا نعرف شيىء عن كل شي , يعني تخصص موسوعي , موهبة الرسم كانت الطاغية على بقية مواهبي . *من الذي يتغلب على الاخر , ماجد الفنان ؟ أم الاكاديمي؟ / مع تطور الحياة بنيت شخصيتي الاكاديمية وشخصيتي الفنية معا ,لايمكن أن تفضل جانب على أخر , لكن ساحة العمل والحياة العملية تستوجب منك أن تمارس تخصصك , وانا تخصصت في الادارة التربوية للعلوم التربوية , الماجستير من المستنصرية , والدكتوراة من بغداد , وتعليمي المستمر بدء منذ كنت معلم وأثرت على نفسي ان لابد من تكوين شخصية علمية ووفقت بذلك . *تتحدث دوما عن ( أنعطافه ) مهمة في حياتك . / نعم تلك ي التي تعرضت لها كحال العشرات من الكفاءات العراقية التي أستهدفت من قبل الارهاب الذي زال عنا بحمد الله , اذ أضطررت وقتها للسفر الى القاهرة وكنت أحمل شهادة دكتوراه فكانوا يستغربون هناك في الجامعات عندما أقدم للعمل بدرجتي العليا هذه , ووصلت لقناعة ان لافرصة أكاديمية لي هناك , ماأضطرني للعمل في مجال الاعلام وتحديدا في ( مدينة الانتاج الاعلامي ) في مصر وقنوات فضائية كمحرر نشرة أقتصادية . *هل مارست موهبتك الفنية هناك ؟ / كنت في مصر قريب من كل الشخصيات الادبية والثقافية , فأصبحت عضو ( أتليه ) القاهرة للفنانين والكتاب العرب , وأنشاءنا هناك ( مجلس الشباب للتنمية العربية المتكاملة ) برعاية الجامعة العربية وكنت فيه عضو تأسيسي أمثل العراق , شقتي كانت مرسمي الصغير وعملت معرض تشكيلي في مركز ( ساقيه الصاوي ) سنة 2008 كان له صدى كبير حتى أني كتبت ( لوحاتي ليست للبيع ) وانما لخدمة قضية العراق . *لكل فنان هنالك رمز في لوحاته , امرأة , وطن , حصان , غراب , ماهو رمز لوحاتك ؟ / ثنائية الجسد ( الذكر والانثى ) في أعمالي , الانسان هو الذي يستلهمني , الانسان الذي أصبح اكثر شيء مستهدف الان , الحروب مادتها الانسان , العوز الاقتصادي مادته الانسان , كل المؤثرات مادتها الانسان , لكن في كل لوحاتي هنالك نافذة أمل , جسدت الثنائية في كل لوحاتي . *هنالك من يتفائل الان بالفن التشكيلي وامكانية عودة ريداته , وهنالك من يرى انه لازال يتعكز على الماضي ؟ / أنا لست مع الرأي الاخير , كل مامضى هو منجز بنائي , الحضارة حضارة بنائيه تكاد لاتستطيع فصل مرحلة عن مرحلة , لايمكن ان نبني من دون التواصل مع الماضي , بالنسبة للرسم حاله حال المجتمع , الاضطراب وماجرى القى بضلاله على الرسم كفن , ماحدث اثر على مجمل فعاليات الحياة , والفن مرتبط بالحياة , عندما يكون هنالك أستقرار تتحقق المنجزات الابداعية . *هل تنتمي لمدرسة فنية معينة ؟ / نعم , المدرسة التعبيرية , مع الاختزال والتجريد وتكنيك الكثافة اللونية , أنا لدي مركز للفنون أفتتح رسميا من قبل وزارة الثقافة مع زملاء منهم الدكتور خالد المبارك , وأدين بشكل كبير لتطوير موهبة الرسم لدي للاستاذ الفنان الدكتور ضياء حسن . *تستنبط لوحاتك مما يقع عليه بصرك ؟ أم انها لحظة خاطفة ؟ / أحيانا هذه واحيانا تلك , أحيانا في الجامعة أجد ومضة أمامي تعطيني أيحاء اللوحة والصورة , وربما أعتمد على كم الخزين الهائل من ذاكرة الحياة , وهي عملية أسقاط لما يراه الفنان , أتعامل مع اللوحة كبحث علمي . |