جعفر العايدي لعل عنوان المقال شعبي الى حد ما الا انه الاقرب لتجسيد حالة بعض المرشحين للانتخابات المقبلة ، فالحالة الغريبة التي لم يألفها المواطن ان المرشحين هذه المرة كثر مقارنة بسيناريو الانتخابات السابقة الذي كان يشبه نوعا ما التجربة التي سبقته في عام 2010 ، الاختلاف هذه المرة ان المرشحين جدد ومعظمهم يخوض هذه التجربة لاول مرة ، او قد يكون خاضها في تجربة لم يكتب لها الا الفشل ، المهم في الامر ان المرشحين بدأوا مبكرا بمغازلة الناخب والاقتراب من توجهاته حتى وان كانت تلك التوجهات غير مقنعة ومتطابقة مع ايديولوجيا المرشح او حزبه ، المرشحون في هذه الانتخابات غير ضامنين لجمهورهم نظرا لوجود سببين رئيسيين اولهما فشل اعادة ترميم التحالفات السابقة التي توصف ربما بالمتماسكة ، وثانيهما تنوع القوائم الانتخابية وتعدد احزابها ، فضلا عن حدوث تغيير طفيف في قانون الانتخابات الذي يفرض حالة معينة قد لاتضر المرشح الا أنها لاتنفعه ، في اي تجربة انتخابات تجري في العالم هناك منطق ديمقراطي واحد في العملية الانتخابية بين الناخب والمرشح ، ويتمثل في أن يقدم المرشح او الاحزاب السياسية التي تخوض الانتخابات برنامجا شاملا وواضحا تغري به الناخب لكي ينتخبها ، في العراق يختلف كل شيء لان رؤية الاحزاب باتت غير واضحة وغير مكترثة بتقديم برنامج للاصلاح او للاعمار او غيرها من البرامج الانتخابية وذلك بسبب تزاحم بعضها على المصالح الحزبية او الفئوية . التوسل لغير الله صفة غير محببة بين الناس ، فقد تتشابه مغريات المرشح وقد تختلف باختلاف الجمهور غير ان الاهم ان لا يصل حد اقناع السياسي الى ( التوسل ) لاجل انتخابه او اعادة انتخابه من جديد من قبل المواطنين ، يقينا ان الانتخابات هذه المرة مختلفة لان الوعي عند الناخبين بدأ يتنامى ليصل الى حد تشكيل القناعة ، والقناعة التي تخلقها الانطباعات وسلوك السياسيين تجذرت في ذاكرة الناخب نظرا للتجارب السابقة التي لم يحصد المواطن من ثمارها سوى القطمير والنقير كما يوصفه العرب سابقا ، هذه المعطيات تاخذنا الى حقيقة لامناص عنها تؤكد ان لاتغير في الاوضاع الحالية الا بتغيير الوجوه السياسية وفتح الساحة امام الشباب من ذوي المهنية والكفاءة من غير المؤدلجين او اصحاب المصالح الحزبية . |