المستقبل العراقي / نهاد فالح
علقت رئاسة مجلس النواب العراقي، أمس الأربعاء، عضوية ثلاثة نواب اكراد 15 يوماً، واحالتهم الى التحقيق الذي قد يسقط عضويتهم تماما على خلفية اعتدائهم على نائب وإثارتهم الفوضى لعرقلة مناقشة مشروع الموازنة العامة للبلاد. واصدر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري قرارًا يقضي بتعليق عضوية النواب الثلاثة عن التحالف الكردستاني مسعود حيدر رستم من حركة التغيير التي يترأسها عمر سيد علي، وسيروان عبد الله اسماعيل، وشاخوان عبد الله احمد من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني لمدة 15 يوماً. ويشير القرار الى انه جاء نتيجة لما صدر من النواب الثلاثة «من اخلال بالنظام الواجب في جلسة مجلس النواب التي عقدت الاثنين الماضي بالاضافة الى انهم تسببوا بانتهاك جسيم لقواعد السلوك النيابي وتعطيل لاعمال المجلس.. ولتنفيذ القوانين وحفظاً لهيبة مجلس النواب وواجب احترام رئاسته واعضائه دون الاخلال بما تقتضيه القوانين النافذة من عقوبات، فقد تقرر تعليق عضويتهم 15 يوما وشطب اقوالهم في محضر جلسة مجلس النواب» واستقطاع رواتبهم خلال الايام التي تعلق فيها عضويتهم باعتبارها تغيباً عن الجلسات. واشار القرار ايضا الى «احالة النواب الثلاثة الى لجنة تطبيق قواعد السلوك النيابي لغرض التحقيق في المخالفة المسندة اليهم وفرض ما يتناسب من عقوبة قد تصل الى اسقاط العضوية». وكان النواب الثلاثة قد اعتدوا على النائب جبار العبادي داخل جلسة مجلس النواب على خلفية النقاشات بشأن موازنة العام الحالي 2018 حيث يطالب الأكراد بإعادة تخصيص نسبة 17 % منها لاقليم كردستان كما جرى خلال الاعوام التي اعقبت سقوط النظام السابق عام 2003 رافضين بشدة تخفيضها في مشروع الموازنة الحالية الى 12.67 بالمائة. وحصل الاعتداء الذي اعقب مشادة كلامية بين النواب الاكراد وبين عضو اللجنة المالية جبار العبادي لدى محاولته قراءة نص مشروع الموازنة تمهيدا لمناقشته، لكن النواب الأكراد قاطعوه ثم اشتبكوا معه بالايدي، الامر الذي اضطر معه رئيس المجلس إلى رفع الجلسة لتهدئة الوضع. وشهدت الجلسة ايضا مشادة بين النائب اياد الجبوري والنائب محمد الكربولي حول مرتبات تشكيل ابناء العراق «الصحوات» السنية المسلحة التي كان لها دور اساسي في مقاتلة الارهاب في المحافظات الغربية بشكل خاص منذ عام 2006، وكذلك شهدت كافتيريا البرلمان عدة مشادات بين النواب وصلت الى درجة الاشتباك بالايدي، وازاء ذلك فقد قررت رئاسة البرلمان تعطيل الجلسات الى الاحد المقبل. وقد ادى ذلك الى فشل مجلس النواب في التوصل الى حلول كاملة للخلافات بين الكتل البرلمانية حول الموازنة ارغمت رئاسة المجلس على تعطيل الجلسات اسبوعاً، الامر الذي سيؤخر التصويت عليها اياماً اخرى في ظروف مالية واقتصادية صعبة تواجهها البلاد. ويجادل النواب الاكراد بأن الموازنة العامة بشكلها الحالي وتخفيضها لحصة الاقليم لا تكفي لمحافظة واحدة من محافظات اقليم كردستان الاربع، موضحين ان الحوارات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لم تفضِ الى نتائج ايجابية او الحصول على وعد بتلبية اي من المطالب المقدمة له وهو ما دفع بالكتل الكردية الى اعلان مقاطعة حضور الجلسات بهدف عرقلة انعقادها للمصادقة على قانون الموازنة الذي لم يستجب لطلباتهم. وعلى صعيد الأزمة بين بغداد وأربيل، أكد السفير البريطاني في العراق جون ويلكس سعي بلاده إلى تسوية الأزمة بين بغداد وأربيل وفتح مطارات كردستان. وقال ويلكس، في مؤتمر صحفي مع محافظ كربلاء عقيل الطريحي عقده بكربلاء، إن «هذه الزيارة هي الأولى لي إلى كربلاء والتي تعد من أفضل الأماكن من الناحية الاستثمارية»، مبيناً أن «بريطانيا جاهزة ومتحمسة لتطوير الإعمار في العراق، وخصوصاً كربلاء وهذا ما سنركز عليه في مؤتمر الكويت». وأضاف ويلكس، أن «مؤتمر الكويت الدولي لإعمار العراق، سيشهد ندوة وورشة عمل تخص الفرص الاستثمارية في محافظة كربلاء»، مشيراً إلى «التركيز على القطاع الخاص المحلي والأجنبي، علماً أن العراق نجح في السنوات الماضية في بناء شراكه مع بريطانيا». وفيما يخص الانتخابات العراقية المقبلة، أبدى السفير البريطاني دعم بلاده «للديمقراطية في العراق وتأييده لبناء جسور العلاقة بين العراق وبريطانيا من أجل تقديم الدعم من الناحية الإنسانية»، لافتاً إلى أن بلاده «تعمل مع المجتمع الدولي من أجل نزاهة الانتخابات وضمان إجراءها بحرية». وعن المشاكل العالقة مع كردستان، بين ويلكس، أن «السفارة البريطانية تدعم تسوية العلاقة بين بغداد وأربيل وفتح مطارات كردستان وفرض السيطرة الفدرالية». وتشهد العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان توترا كبيرا، بعد إجراء الأخير استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، ما دفع رئيس الحكومة المركزية حيدر العبادي إلى فرض إجراءات عدة بينها إيقاف الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية، ومطالبة الإقليم بتسليم المنافذ الحدودية البرية كافة. |