المستقبل العراقي / عادل اللامي
بدأت القوات الأمنية، أمس الأربعاء، عملية عسكرية واسعة لطرد فلول تنظيم «داعش» في المناطق الصحراوية على حدود محافظتي صلاح الدين وكركوك في شمال شرق العراق، بحسب ما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان. وجاء في بيان العمليات المشتركة التي تغير اسمها مؤخراً إلى «مركز الإعلام الأمني»، أنه «بهدف بسط الأمن والاستقرار والقضاء على الخلايا النائمة ومواصلة لعمليات التطهير، انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى (يوم الأربعاء) عملية تفتيش وتطهير» في مناطق شرق قضاء طوزخورماتو. وتشارك في هذه العملية الفرقة المدرعة التاسعة للجيش، وفرقة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، وقوات الحشد الشعبي بالتنسيق مع قوات البيشمركة وبإسناد من طيران الجيش والتحالف الدولي»، بحسب ما أفاد البيان الذي تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه. ووقعت هجمات عدة مؤخرا ضد القوات الأمنية في تلك المنطقة، ووجهت السلطات العراقية الاتهام إلى تنظيمي «داعش»، و»الرايات البيضاء»، وهو مجموعة تقدم على أنها من الانفصاليين الأكراد الذين يريدون الثأر من دخول القوات الحكومية إلى محافظة كركوك. وتبعد طوزخورماتو 70 كيلومترا عن كركوك، وتعد أكثر من مئة ألف نسمة من الأكراد والتركمان والعرب. وتمتد العملية الأمنية أيضا على طول مسار نفطي مزمع إلى إيران. وأعلن مسؤولون عراقيون في صناعة النفط في كانون الأول خططا لنقل النفط الخام من كركوك بشاحنات إلى مصفاة نفطية في كرمانشاه بإيران. وكان من المقرر أن تبدأ عملية النقل بالشاحنات الأسبوع الماضي ورفض مسؤولون في مجال النفط ذكر أسباب للتأخير سوى القول إنه لأسباب فنية. وإثر هذا، وجهت المرجعية الدينية نداء الى مقاتلي الحشد الشعبي، فيما اشادت بخوضهم الصفحات الأخيرة للقضاء على الجماعات الإجرامية. وقال ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي في نداء وجهه عبر الجهاز اللاسلكي الى مقاتلي الحشد الشعبي «انتم المجاهدون في ساحات القتال تخوضون الصفحات الاخيرة للقضاء على الجماعات الاجرامية التي تريد النيل من شعب العراق وامنه». واضاف «لقد رفعتم رأس العراق عاليا وأنتم تخوضون الصفحات الأخيرة للقضاء على الجماعات الإجرامية». وسرعان ما أعلن مركز الاعلام الامني عن نتائج العملية، وقال أنه تم تنفيذ ضربات جوية استهدفت مواقع في جبال حمرين اسفرت عن تدمير 50 هدفا و 6 عجلات متنوعة واهدافا لجماعات «ارهابية». وذكر بيان للمركز، ان «القوات الامنية تواصل عمليات التطهير والتفتيش استنادا الى معلومات دقيقة من قبل الأجهزة الاستخباراتية وبالتنسيق مع طيران التحالف الدولي». واضاف انه «تم تنفيذ ضربات جوية استهدفت مواقع في سلسلة جبال حمرين، اسفرت عن تدمير عدد من مخابئ ألاسلحة والاعتدة وشبكات الاتصالات ومواضع هاون وانفاق وكهوف ومستودعات دعم لوجستي للارهابيين، نتج عنها تدمير 50 هدفا و6 عجلات متنوعة وملجأين اثنين محصنيين و24 نفقاً ، فضلا عن تدمير 20 كهفاً « مغارة « تستخدمها العناصر الارهابية للاختباء. وقي تطور ذي صلة اعلنت قوات الرد السريع السيطرة على مساحة 80 كم مربع وتفجير عدد من العبوات الناسفة شرق قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين. وذكر بيان للرد السريع، انه» تم في عمليات اليوم السيطرة على 80 كيلومتر مربع من الواجب المكلف به من قبل فرقة الرد السريع و وزارة الداخلية وتفجير 80 عبوة تحت السيطرة ورفع 40 عبوة اخرى كذلك السيطرة على 5 آبار للنفط والغاز و 3 سيارات تابعة للجماعات الارهابية». في غضون ذلك، تمكنت القوات الامنية من تأمين الحدود الإدارية لقضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، بعد تنفيذ عملية تمشيط واسعة في المنطقة. وقال قائد فرقة الرد السريع اللواء الركن ثامر محمد اسماعيل في تصريح لوسائل الاعلام إن «القوات الامنية تمكنت من تأمين حدود القضاء بالكامل دون أية مقاومة تذكر». وأضاف أن «القوات اكتشفت عددا كبيرا من المضافات وفجرت العشرات من العبوات الناسفة كما سيطرت على خمسة آبار نفطية». وخلص الى القول «العملية انتهت وحققنا تماسا مع البيشمركة»، مشيرا إلى أنه «كان هناك تنسيق عالي مع البيشمركة في تلك العملية». |