المستقبل العراقي / نهاد فالح
قال مدير عام استخبارات ومكافحة الارهاب في وزارة الداخلية أبو علي البصري، أمس الاثنين، إن زعيم تنظيم «داعش» مازال موجودا في منطقة الجزيرة السورية، نافيا هروبه إلى منطقة أخرى، فيما كشف عن تدهور وضعه الصحي. ونقلت صحيفة «الصباح» شبه الرسمية عن رئيس خلية الصقور الاستخبارية، قوله إن المصادر الاستخباراتية تؤكد تدهور الوضع الصحي والنفسي للمدعو «إبراهيم عواد السامرائي» الملقب بـ»أبو بكر البغدادي»، مبينا أنه تم إدخاله مؤخرا الى مشفى تابع لتنظيم داعش في منطقة الجزيرة السورية بعد تدهور وضعه النفسي، وكذلك لمعالجته من كسور وجروح خطيرة في ساقه وجسمه منعته من المشي بمفرده. وأضاف البصري، ان «البغدادي ما زال موجودا في منطقة الجزيرة السورية القريبة من الحدود العراقية، نافياً في الوقت نفسه هروبه إلى منطقة أخرى». وأوضح «لدينا معلومات ووثائق من مصادرنا المتغلغلة في جسد الكيان الإرهابي لا يرقى اليها الشك، تفيد بأن البغدادي ما زال حتى اليوم موجودا بمساعدة معاونيه في منطقة الجزيرة السورية»، لكنه أشار إلى ان الأخير بات يعيش أيامه الأخيرة. ووصف البصري، حالة زعيم داعش بـ»الخطيرة» وفقا لنتائج المراقبة السرية لخلية الصقور والتحاليل والكشوف المرضية الأخيرة، فضلا عن إصابته بداء السكري. بدورهم، اكد مسؤولون امريكيون ان زعيم تنظيم «داعش» ابو بكر البغدادي تنازل عن قيادة التنظيم خمسة أشهر. ونقلت الـCNN عن المسؤولين قولهم ان «زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي تعرض لإصابة جراء غارة جوية في أيار الماضي منعته من ممارسة مهامه لمدة خمسة أشهر»، مبينين ان «ذلك اضطره للتنازل عن مهامه على رأس التنظيم طوال تلك الفترة». واضافوا ان «التقييم الدقيق لوكالات الاستخبارات الأمريكية يشير إلى أن البغدادي، الذي يعتبر المطلوب الأول على مستوى العالم، كان في منطقة مجاورة لمدينة الرقة السورية عندما استهدفه صاروخ». وتستند عمليات التقييم الأمريكية إلى تقارير حصلت عليها الاستخبارات الأمريكية من موقوفين ينتمون لـ»داعش»، وكذلك لللاجئين من شمال سوريا. وتشير المعلومات إلى أن إصابة البغدادي لم تكن تهدد حياته ولكنها كانت كفيلة بمنعه من قيادة العمليات اليومية للتنظيم. وكان تنظيم «داعش» خلال ذلك الوقت على وشك خسارة سيطرته على مدينة الموصل، وكذلك على عاصمته المفترضة في الرقة، التي كانت تطوقها قوات مدعومة من الولايات المتحدة. ولم يتضح ما إذا كانت إصابة البغدادي قد جاءت بقصف عفوي أم أن الصاروخ كان موجها ضده بناء على معلومات مسبقة، كما لم تتضح هوية الجهة التي نفذت القصف. وفي ظل غياب المعلومات حول اليوم الدقيق لإصابة البغدادي فإن المسؤولين الأمريكيين عجزوا عن معرفة ما إذا كانت الإصابة قد نجمت عن ضربة أمريكية أم روسية، خاصة وأن طائرات تابعة لموسكو نفذت ضربات في المنطقة، كما اعلنت روسيا في حزيران الماضي أنها قتلت البغدادي في غارة شنتها في 28 أيار الماضي بضواحي الرقة. فيما اعربت واشنطن آنذاك عن شكوكها في صحة التصريحات الروسية خاصة وأنها جاءت بعد الكثير من التقارير غير الدقيقة الصادرة عن موسكو. ومازالت قوات التحالف الدولي تسعى لطرد «داعش» من آخر الأماكن الخاضعة لسيطرته، والمتمثلة بشريط الجزيرة الصحراوي بين سوريا والعراق، وهي منطقة قليلة السكان يُعتقد أن البغدادي موجود فيها حاليا. |