السوداني: حزمة مشاريع فك الاختناقات المرورية ستسهم في التقليل من هدر وقت المواطنين AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يناقش تطوير العمل في مواقع تسجيل المركبات AlmustakbalPaper.net مجلس النواب يصوت على توصيات لجنته بشأن فيضانات دهوك وتعديل قانون العقوبات AlmustakbalPaper.net طلب برلماني الى السوداني بمنح عيدية 100 ألف دينار للمتقاعدين AlmustakbalPaper.net صندوق استرداد أموال العراق يعيد قرابة (7) مليارات دينار لوزارة المالية AlmustakbalPaper.net
«كتـاب الأحـلام».. فيللينـي متحدثـاً عـن بيكـاسـو
«كتـاب الأحـلام».. فيللينـي متحدثـاً عـن بيكـاسـو
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
أحمد عبد اللطيف

ذات صباح من عام 1962 استيقظ المخرج الإيطالي الشهير فيديريكو فيلليني ودوّن لقاءً بينه وبين بيكاسو في كتابه «كتاب الأحلام»، وهي مجموعة كراسات تضم مختارات حلمية كتبها ورسمها بطلب من محلله النفسي إرنست برنهارد، أحد تلامذة يونغ. وفي الفترة من 1960 و1990 كان فيلليني قد أتم كتابين كبيرين بأحلام عن شخصيات وصور، استخدم بعضها في مشاهد من أفلامه التي لا تنسى. هذه الرسومات الغزيرة التي رافقت الأحلام تُعرض الآن في متحف بيكاسو بمدينة مالغة، جنوب إسبانيا، في معرض يضم صورًا وأفلامًا ورسومات، بالإضافة لوثائق أخرى عن المخرج الإيطالي، وترافقها لوحات ورسومات ومنحوتات لبابلو بيكاسو، وبمشاهدة كليهما يمكن مقارنة الحساسية العالية التي يتمتع بها هذان الفنانان العظيمان.  
«كتاب الأحلام»
أول مرة ظهر بابلو بيكاسو في أحلام فيلليني كان في 22 يناير/كانون الثاني 1962، حينها رأى أنه وزوجته جوليتا مازينا يزوران بيت الفنان الإسباني ويجلسان في مطبخ في مشهد يوحي بالصداقة العميقة. ويؤكد المخرج الإيطالي في مذكراته «كنا في مطبخ، وكان مطبخ بيته بكل وضوح، مطبخا كبيرا حافلا بالأطعمة واللوحات والألوان. وظللنا نتحدث طوال الليل». ثم في 18 يناير 1967، أي بعد خمس سنوات، يحلم ببيكاسو من جديد ويدوّن في كراسته: «قضيت الليل كاملًا مع بيكاسو، وظللنا نتكلم ونتكلم، كنا صديقين مقربين، وأبدى لي محبة كبيرة كأخ كبير، كأب فني، وكان زميلًا يرفعني لدرجته، كان رجلًا من عائلتي، من نفس الدم».
في عام 68 يحلم حلمًا جديدًا، حلمًا لم يرسمه لكنه يكتبه، وكان يدور حول خبر كاذب بموت بيكاسو. ثم في عام 80 يصف فيلليني غرفة بيكاسو في حلمه الأخير، حيث عادا للحديث مرة أخرى كصديق وكأستاذ: «حلمت ببيكاسو، كان معتلًا بعض الشيء ومستهلكًا، لكنه كان يتمتع بحماسه المعتاد، ولم يتوقف عن الكلام أبدًا».  
رسومات
تتناول رسومات فيلليني وبيكاسو المعروضة موضوعات الجنسانية وتمجيد الحياة والمسوخ، ومرسومة بتصميمات فريدة. وتعلق الدكتورة أودري نورثيا، أستاذة تاريخ الفن والمشرفة على المعرض، لجريدة «أوبينيون دي مالغة» بأن كلًا من فيلليني وبيكاسو يثبتان لنا في كل مرة أنهما أصحاب أعمال عظيمة ورؤيوية، «ولا يمكن قراءة أعمالهما بأنها مقارنة، إنما حوار بين فنانين، والرسومات هي العنصر الذي يجمع كليهما، رغم أنهما لم يلتقيا أبدًا إلا في الأحلام».
 تبدأ الجولة من «كتاب الأحلام» وتواصل عبر طريق مارغوتا دي روما، وهو الشارع الذي عاش فيه كلاهما في لحظات مختلفة من حياتيهما ويقربهما من الأثر الكلاسيكي وتظهر فيه الصور الإغريقية والرومانية بشخصياتها الأسطورية. وعلى طريقة التأمل حول حضور المرأة الطاغي في أعمال كليهما، تبدأ رحلة حلمية تظهر فيها النساء بصور إلهية، جميلة وسامية، تتسلط على البعد الحسي والجسدي. لقد كانت المرأة بالنسبة لفيلليني وبيكاسو مصدر الإلهام، وكان السيرك مكانًا لتلاقح الثقافات الشعبية، عالما يضم المفاجأة والفكاهة والكذب والتحول الذي يمثله الأكروبات والبهلوانات.
 كان فيلليني يرى علاقة وطيدة بين الرسم والسينما، وأن كليهما لا يتمان إلا بالضوء، وقال ذات مرة «السينما هي الصورة والضوء عنصر أساسي»، «الضوء في السينما أيديولوجيا، مشاعر، ألوان، نبرة، عمق، جو وسرد». هكذا يقدم المعرض العمليات الإبداعية عند المبدعين. وطوال حياته، كان فيلليني يكتب ملحوظات عن العالم الذي يحيطه عبر رسومات غروتسكية، ثم يضيف إليها تعليقًا، ورغم أنه بدأ حياته رسام كاريكاتير، إلا إن السينما سرعان ما استحالت طريقته للتعبير الفني.
أخرج فيلليني أفلامًا منذ الخمسينات وحتى التسعينات، وإن كان نجاحه الكبير كسينمائي تحقق في الستينات وبداية السبعينات. وتلقى كل نوع من الجوائز العالمية عن أفلامه، وكان «الثامنة والنصف» بداية مرحلة جديدة في سينماه، حيث احتلت الفانتازيا والملامح السوريالية خلفيات عمله. وفي السبعينات والثمانينات، مع أفلام مثل «روما» و»مدينة النساء» و»السفينة»، بات واضحًا أسلوبه الشخصي وبصمته المميزة، بأسلوب حر بشكل متطرف. وعام 93، وقبل موته بقليل، حاز الأوسكار الخامسة عن مجمل مسيرته الفنية. وذات مرة اعترف المخرج الإيطالي بأنه كان يسعى لأن تكون سينماه طريقة للرسم، والرسم لديه كان مرتبطًا ببيكاسو.
 وعلى الجانب الآخر كانت السينما جزءًا من حياة بيكاسو، وأثرت في رسوماته. كانت باريس هي المدينة التي اكتسب منها خبرته الحديثة لارتياد السينما، كما تؤكد جريدة «لا أوبينيون»، وهكذا غيّرت الأفلام نظرته للفن وتاريخه. بداية من عام 1909، اعتاد صالات السينما والتفت لتكنيكها: تفكيك الحركة، مؤثرات السرعة، تشظي الصور على الشاشة، كل ذلك كان يلتقي مع مشغولاته الفنية في تلك الفترة.
على هامش معرض فيلليني، عُقدت منذ أيام ندوة تتناول العمليات الإبداعية للمخرج الإيطالي، شارك فيها جيرالد مورين مساعد فيلليني، وإيساكي لاكويستا مخرج سينمائي، وخوان أنطونيو بيغار مدير مهرجان مالغة، من بين أسماء أخرى لفنانين تشكيليين.
وسيطبع كذلك كتاب «وفيلليني حلم ببيكاسو» في جزأين. الأول يضم نصوص فيلليني، ونصًا كمدخل عن «كتاب الأحلام»، ومقالة للعارضة أودري نورثيا، ومقالة للمدير الفني لمتحف بيكاسو بمالغة خوسيه ليبريروس، ومختارات من عبارات وصور للمخرج الإيطالي. والجزء الثاني توسعة للأول سيضم مقالات لمتخصصين.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=39113
عدد المشـاهدات 858   تاريخ الإضافـة 25/02/2018 - 18:50   آخـر تحديـث 04/03/2024 - 05:47   رقم المحتـوى 39113
محتـويات مشـابهة
وزارة الماليـة تـوضـح مستحقـات المـوظـف عـنـد التـرفيـع
مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية برئاسة السوداني ويقرر: اعفـاء وتـدويـر 12 مـديـر عـام وفصـل ادارة المطـارات عـن سلطـة الطيـران
النـزاهـة تضــبط المـدير الـمســؤول عـن تحـويل المـركبـات في كمرك المنطقة الوسطى
الخدمـات النيـابيـة تكشـف عـن خطـة لتمليـك «المتجـاوزين»
الاتحـاد عـن قـرارات الاتحاديـة: ضمنت العملية السياسية

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا