المستقبل العراقي / عادل اللامي

تشهد العلاقات بين بغداد وأربيل تطورات سريعة، تقود إلى حلحلة الملفات الشائكة التي زادت تشابكاً إثر الاستفاء الانفصالي الذي أجري العام الماضي من طرف من واحد. 

وقد أعلنت حكومة إقليم كردستان أنها سلمت الحكومة الاتحادية المئات من عناصر تنظيم «داعش» المعتقلين لديها.

وقال منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان ديندار زيباري في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إن حكومة الإقليم بدأت بعملية مشتركة مع بغداد لتسليمها معتقلي داعش وتقدم تسهيلات كبيرة للأطراف المعنية في الحكومة الاتحادية لاستلامهم. وذكر زيباري أنه «بموجب قرار محكمة التحقيق في أسايش أربيل تم تحويل 277 معتقلا وفق المادة الثالثة من قانون الإرهاب، إلى محكمة تحقيق نينوى ـ إرهاب، عبر وجبات ومراحل تضمن في كل مرة 50 إلى 55 معتقلا».

كما حولت المحكمة في أربيل 576 معتقلا وفق المادة أربعة إرهاب ـ قانون رقم 13 لعام 2005 إلى محكمة تحقيق الرصافة ـ بغداد عبر وزارة الداخلية وعن طريق مطار أربيل الدولي عبر 5 مراحل تضمنت في كل مرة 100 ـ 120 معتقلاً، وفقا للبيان.

وكشف زيباري عن اعتقال سلطات الإقليم 2652 شخصا بتهمة الانتماء إلى داعش أو وجود صلة مع هذا التنظيم بين عامي 2014-2016، وتأكدت السلطات من انتماء 1100 منهم بالتنظيم، وعاقبتهم بأحكام تتراوح بين ثلاث سنوات سجن إلى مدى الحياة حسب نوع الجرائم.

كما برّأ القضاء 870 منهم بسبب عدم وجود الأدلة أو كفايتها وأفرج عنهم والتحقيق جار مع 682 آخرين في تهم منسوبة اليهم مع صدور القرار القضائي بتحويل 328 إلى محكمة الرصافة في بغداد.

وحول معتقلي عام 2017، أعلن زيباري اعتقال 709 من عناصر داعش، أفرج عن 279 بقرارات قضائية وصدور أحكام متفاوتة بحق 27 منهم وينتظر 156 معتقلا حسم مصيرهم ويخضع 247 منهم للتحقيق. و في نهاية البيان أشار زيباري إلى أن الإقليم يعمل بقانون رقم 3 لسنة 2006 المعروف بقانون مكافحة الإرهاب لكنه يطبق الآن قانون رقم 21 لعام 2003 الصادر من برلمان كردستان وقانون العقوبات العراقية المعدل و المرقم 111 الصادر عام 1969. بدوره، أعلن محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق أن وفد الحكومة الاتحادية الذي يزور أربيل حالياً يعمل على التنسيق مع إقليم كردستان لتوحيد الضرائب. وقال العلاق في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إن «زيارة وفد الحكومة الاتحادية أربيل تهدف إلى الاجتماع مع وزير مالية إقليم كردستان للتنسيق بخصوص جباية الضرائب وتوحيدها وإزالة المشاكل في هذا المجال»، مبينا أن «الوفد يعمل على تفعيل دور البنك المركزي في إقليم كردستان». وأضاف العلاق، «نعمل على الوصول إلى اتفاق بهذا الشأن غدا لتسهيل العمليات المصرفية في إقليم كردستان»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «فرع البنك المركزي في الإقليم مستعد لصرف رواتب الموظفين في حال صدور أمر من رئيس الوزراء (حيدر العبادي)».

ووصل وفد من الحكومة الاتحادية برئاسة محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق، أمس الأحد، إلى أربيل لبحث ملفات مالية مع حكومة إقليم كردستان.

في غضون ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة سعد الحديثي وجود اتفاق بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان لتسليم مطاري أربيل والسليمانية إلى السلطة الاتحادية. قال الحديثي في تصريح صحفي أن “الاجتماعات بين الإقليم وبغداد حول رفع الحظر عن المطارات قد حُسم، وسيتم في الأيام القليلة المقبلة إعلان افتتاحها أمام الرحلات الدولية”، مبينا أن “هنالك اتفاق لخضوع مطارات الإقليم إلى السلطات الاتحادية ، رقابة وإشراف وإدارة”.

وأضاف أن “المطارات ستفتح بعد استكمال الإجراءات من قبل موظفين اتحاديين في الأيام المقبلة”، مشيرا إلى إن “عمل الموظفين الاتحادين سيقتصر على الإشراف والمراقبة في ملف الكمارك والجوازات والمرور الأمني”.

وفي ما يخص ملف رواتب إقليم كردستان ، أكد الحديثي ،أن “العمل جارِ والنقاش مستمر بين الحكومة الاتحادية والإقليم حول ملف صرف الرواتب”، مبينا ان “رواتب الموظفين في الصحة والتربية أصبح اطلاقها قاب قوسين أو دنى”.